Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 12-12)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر أنهم يرجعون إلى ربهم بين ما يكون عند الرجوع على سبيل الإجمال بقوله : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءوسِهِمْ } يعني لو ترى حالهم وتشاهد استخجالهم لترى عجباً ، وقوله : { تَرَى } يحتمل أن يكون خطاباً مع الرسول صلى الله عليه وسلم تشفياً لصدره فإنهم كانوا يؤذونه بالتكذيب ، ويحتمل أن يكون عاماً مع كل أحد كما يقول القائل إن فلاناً كريم إن خدمته ولو لحظة يحسن إليك طول عمرك ولا يريد به خاصاً ، وقوله : { عِندَ رَبّهِمْ } لبيان شدة الخجالة لأن الرب إذا أساء إليه المربوب ، ثم وقف بين يديه يكون في غاية الخجالة . ثم قال تعالى : { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } يعني يقولون أو قائلين { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا } وحذف يقولون إشارة إلى غاية خجالتهم لأن الخجل العظيم الخجالة لا يتكلم ، وقوله : { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي أبصرنا الحشر وسمعنا قول الرسول فارجعنا إلى دار الدنيا لنعمل صالحاً ، وقولهم : { إِنَّا مُوقِنُونَ } معناه إنا في الحال آمنا ولكن النافع الإيمان والعمل الصالح ، ولكن العمل الصالح لا يكون إلا عند التكليف به وهو في الدنيا فارجعنا للعمل ، وهذا باطل منهم فإن الإيمان لا يقبل في الآخرة كالعمل الصالح أو نقول المراد منه أنهم ينكرون الشرك كما قالوا : { وَمَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] فقالوا إن هذا الذي جرى علينا ما جرى إلا بسبب ترك العمل الصالح وأما الإيمان فإنا موقنون وما أشركنا .