Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 29-30)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِيَمَـٰنُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي لا يقبل إيمانهم في تلك الحالة ، لأن الإيمان المقبول هو الذي يكون في دار الدنيا ، ولا ينظرون ، أي لا يمهلون بالإعادة إلى الدنيا ليؤمنوا فيقبل إيمانهم ، ثم لما بين المسائل وأتقن الدلائل ولم ينفعهم . قال تعالى : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي لا تناظرهم بعد ذلك وإنما الطريق بعد هذا القتال . وقوله : { وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } يحتمل وجوهاً أحدها : وانتظر هلاكهم فإنهم ينتظرون هلاكك ، وعلى هذا فرق بين الانتظارين ، لأن انتظار النبـي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى بعد وعده وانتظارهم بتسويل أنفسهم والتعويل على الشيطان وثانيها : وانتظر النصر من الله فإنهم ينتظرون النصر من آلهتهم وفرق بين الانتظارين وثالثها : وانتظر عذابهم بنفسك فإنهم ينتظرونه بلفظهم استهزاء ، كما قالوا : { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } [ الأعراف : 70 ] وقالوا { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } [ النمل : 71 ] إلى غير ذلك ، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب . والحمد لله رب العالمين وصلاته على سيد المرسلين محمد النبـي وآله وصحبه أجمعين ، وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين .