Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 41-41)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وجه تعلق الآية بما قبلها هو أن السورة أصلها ومبناها على تأديب النبـي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا أن الله تعالى بدأ بذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبـي عليه السلام مع الله وهو التقوى وذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبـي عليه السلام مع أهله وأقاربه بقوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَزْوٰجِكَ } [ الأحزاب : 28 ] والله تعالى يأمر عباده المؤمنين بما يأمر به أنبياءه المرسلين فأرشد عباده كما أدب نبيه وبدأ بما يتعلق بجانبه من التعظيم فقال : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } كما قال لنبيه : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } [ الأحزاب : 1 ] . ثم ههنا لطيفة وهي أن المؤمن قد ينسى ذكر الله فأمر بدوام الذكر ، أما النبـي لكونه من المقربين لا ينسى ولكن قد يغتر المقرب من الملك بقربه منه فيقل خوفه فقال : { ٱتَّقِ ٱللَّهَ } فإن المخلص على خطر عظيم وحسنة الأولياء سيئة الأنبياء وقوله : { ذِكْراً كَثِيراً } قد ذكرنا أن الله في كثير من المواضع لما ذكر وصفه بالكثرة إذ لا مانع من الذكر على ما بينا .