Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 36-36)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال تعالى : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ } عطف على قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ } [ فاطر : 29 ] وما بينهما كلام يتعلق بالذين يتلون كتاب الله على ما بينا وقوله : { جَنَّـٰتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } [ فاطر : 33 ] قد ذكرنا أنه على بعض الأقوال راجع إلى { ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ } . ثم قال تعالى : { لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ } أي لا يستريحون بالموت بل العذاب دائم . وقوله تعالى : { وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } أي النار وفيه لطائف : الأولى : أن العذاب في الدنيا إن دام كثيراً يقتل فإن لم يقتل يعتاده البدن ويصير مزاجاً فاسداً متمكناً لا يحس به المعذب ، فقال عذاب نار الآخرة ليس كعذاب الدنيا ، إما أن يفنى وإما أن يألفه البدن بل هو في كل زمان شديد والمعذب فيه دائم الثانية : راعى الترتيب على أحسن وجه وذلك لأن الترتيب أن لا ينقطع العذاب ، ولا يفتر فقال لا ينقطع ولا بأقوى الأسباب وهو الموت حتى يتمنون الموت ولا يجابون كما قال تعالى : { وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } [ الزخرف : 77 ] أي بالموت الثالثة : في المعذبين اكتفى بأنه لا ينقص عذابهم ، ولم يقل نزيدهم عذاباً . وفي المثابين ذكر الزيادة بقوله : { وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ } [ النساء : 173 ] ثم لما بين أن عذابهم لا يخفف .