Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 11-11)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذٰلِكَ } يحتمل أن يكون إشارة إلى النصر وهو اختيار جماعة ذكره الواحدي ، ويحتمل وجهاً آخر أغرب من حيث النقل ، وأقرب من حديث العقل ، وهو أنا لما بينا أن قوله تعالى : { وَلِلْكَـٰفِرِينَ أَمْثَـٰلُهَا } [ محمد : 10 ] إشارة إلى أن قوم محمد عليه الصلاة والسلام أهكلوا بأيدي أمثالهم الذين كانوا لا يرضون بمجالستهم وهو آلم من الهلاك بالسبب العام ، قال تعالى : { ذٰلِكَ } أي الإهلاك والهوان بسبب أن الله تعالى ناصر المؤمنين ، والكافرون اتخذوا آلهة لا تنفع ولا تضر ، وتركوا الله فلا ناصر لهم ولا شك أن من ينصره الله تعالى يقدر على القتل والأسر وإن كان له ألف ناصر فضلاً عن أن يكون لا ناصر لهم ، فإن قيل كيف الجمع بين قوله تعالى { لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } وبين قوله { مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقّ } [ الأنعام : 62 ] نقول المولى ورد بمعنى السيد والرب والناصر فحيث قال : { لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } أراد لا ناصر لهم ، وحيث قال : { مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقّ } أي ربهم ومالكهم ، كما قال : { يَـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ } [ النساء : 1 ] وقال : { رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَائِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الشعراء : 26 ] وفي الكلام تباين عظيم بين الكافر والمؤمن لأن المؤمن ينصره الله وهو خير الناصرين ، والكافر لا مولى له بصيغة نافية للجنس ، فليس له ناصر وإنه شر الناصرين