Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 31-31)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي لنأمرنكم بما لا يكون متعيناً للوقوع ، بل بما يحتمل الوقوع ويحتمل عدم الوقوع كما يفعل المختبر ، وقوله تعالى : { حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ } أي نعلم المجاهدين من غير المجاهدين ويدخل في علم الشهادة فإنه تعالى قد علمه علم الغيب وقد ذكرنا ما هو التحقيق في الابتلاء ، وفي قوله { حَتَّىٰ نَعْلَمَ } وقوله { ٱلْمُجَـٰهِدِينَ } أي المقدمين على الجهاد { وَٱلصَّـٰبِرِينَ } أي الثابتين الذين لا يولون الأدبار وقوله { وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ } يحتمل وجوهاً أحدها : قوله { آمنا } [ البقرة : 8 ] لأن المنافق وجد منه هذا الخبر والمؤمن وجد منه ذلك أيضاً ، وبالجهاد يعلم الصادق من الكاذب ، كما قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ } [ الحجرات : 15 ] وثانيها : إخبارهم من عدم التولية في قوله { وَلَقَدْ كَانُواْ عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَـٰرَ } [ الأحزاب : 15 ] إلى غير ذلك ، فالمؤمن وفى بعهده وقاتل مع أصحابه في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص والمنافق كان كالهباء ينزعج بأدنى صيحة وثالثها : المؤمن كان له أخبار صادقة مسموعة من النبي عليه السلام كقوله تعالى : { لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ } [ الفتح : 27 ] ، { لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي } [ المجادلة : 21 ] ، و { إن جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ } [ الصافات : 173 ] وللمنافق أخبار أراجيف كما قال تعالى في حقهم { وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } [ الأحزاب : 60 ] فعند تحقق الإيجاف ، يتبين الصدق من الإرجاف .