Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 14-14)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قيل : هذا يفضي إلى الإضمار ، نقول الإضمار لا بد منه لأن قوله : { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } غير متصل بما قبله إلا بإضمار ، يقال : ويفتنون قيل معناه : يحرقون ، والأولى أن يقال معناه يعرضون على النار عرض المجرب الذهب على النار كلمة على تناسب ذلك ، ولو كان المراد يحرقون لكان بالنار أو في النار أليق لأن الفتنة هي التجربة ، وأما ما يقال من اختبره ومن أنه تجربة الحجارة فعنى بذلك المعنى مصدر الفتن ، وههنا يقال : { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } والفتنة الامتحان ، فإن قيل : فإذا جعلت { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } مقولاً لهم { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } فما قوله : { هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } ؟ قلنا : يحتمل أن يكون المراد كنتم تستعجلون بصريح القول كما في قوله تعالى حكاية عنهم : { رَبَّنَا عَجّل لَّنَا قِطَّنَا } [ صۤ : 16 ] وقوله : { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } [ الأعراف : 70 ] إلى غير ذلك يدله عليه ههنا قوله تعالى : { يَسْـئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدّينِ } [ الذاريات : 12 ] فإنه نوع استعجال ، ويحتمل أن يكون المراد الاستعجال بالفعل وهو الإصرار على العناد وإظهار الفساد فإنه يعجل العقوبة .