Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 38-38)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهو أيضاً تتميم للدليل ، فإن من لا يكون خازناً ولا كاتباً قد يطلع على الأمر بالسماع من الخازن أو الكاتب ، فقال أنتم لستم بخزنة ولا كتبة ولا اجتمعتم بهم ، لأنهم ملائكة ولا صعود لكم إليهم ، وفيه مسائل : المسألة الأولى : المقصود نفي الصعود ، ولا يلزم من نفي السلم لهم نفي الصعود ، فما الجواب عنه ؟ نقول النفي أبلغ من نفي الصعود ، وهو نفي الاستماع وآخر الآية شامل للكل ، قال تعالى : { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } . المسألة الثانية : السلم لا يستمع فيه ، وإنما يستمع عليه ، فما الجواب ؟ نقول من وجهين : أحدهما : ما ذكره الزمخشري أن المراد { يَسْتَمِعُونَ } صاعدين فيه وثانيهما : ما ذكره الواحدي أن في بمعنى على ، كما في قوله تعالى : { ولأصَلّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } [ طه : 71 ] أي جذوع النخل ، وكلاهما ضعيف لما فيه من الإضمار والتغيير . المسألة الثالثة : لم ترك ذكر مفعول { يَسْتَمِعُونَ } وماذا هو ؟ نقول فيه وجوه أحدها : المستمع هو الوحي ، أي هل لهم سلم يستمعون فيه الوحي ثانيها : يستمعون ما يقولون من أنه شاعر ، وأن لله شريكاً ، وأن الحشر لا يكون ثالثها : ترك المفعول رأساً ، كأنه يقول : هل لهم قوة الاستماع من السماء حتى يعلموا أنه ليس برسول ، وكلامه ليس بمرسل . المسألة الرابعة : قال : { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم } ولم يقل فليأتوا ، كما قال تعالى : { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ } [ الطور : 34 ] نقول طلب منهم ما يكون أهون على تقدير صدقهم ، ليكون اجتماعهم عليه أدل على بطلان قولهم ، فقال هناك { فَلْيَأْتُواْ } أي اجتمعوا عليه وتعاونوا ، وأتوا بمثله ، فإن ذلك عند الاجتماع أهون ، وأما الارتقاء في السلم بالاجتماع فإنه متعذر لأنه لا يرتقي إلا واحد بعد واحد ، ولا يحصل في الدرجة العليا إلا واحد فقال : { فَلْيَأْتِ } ذلك الواحد الذي كان أشد رقياً بما سمعه . المسألة الخامسة : قوله { بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } ما المراد به ؟ نقول هو إشارة إلى لطيفة ، وهي أنه لو طلب منهم ما سمعوه ، وقيل لهم { فليأت مستمعهم } بما سمع لكان لواحد أن يقول : أنا سمعت كذا وكذا فيفتري كذباً ، فقال لا بل الواجب أن يأتي بدليل يدل عليه .