Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 24-24)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المشهور أن أم منقطعة معناه : أللإنسان ما اختاره واشتهاه ؟ وفي { مَا تَمَنَّىٰ } وجوه الأولى : الشفاعة تمنوها وليس لهم شفاعة الثاني : قولهم { وَلَئِن رُّجّعْتُ إِلَىٰ رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [ فصلت : 50 ] الثالث : قول الوليد بن المغيرة { لأَوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } [ مريم : 77 ] الرابع : تمنى جماعة أن يكونوا أنبياء ولم تحصل لهم تلك الدرجة الرفيعة ، فإن قلت هل يمكن أن تكون أم ههنا متصلة ؟ نقول نعم والجملة الأولى حينئذ تحتمل وجهين أحدهما : أنها مذكورة في قوله تعالى : { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنثَىٰ } [ النجم : 21 ] كأنه قال ألكم الذكر وله الأنثى على الحقيقة أو تجعلون لأنفسكم ما تشتهون وتتمنون وعلى هذا فقوله تلك { إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } [ النجم : 22 ] وغيرها جمل اعترضت بين كلامين متصلين ثانيهما : أنها محذوفة وتقرير ذلك هو أنا بينا أن قوله { أَفَرَءيْتُمُ } [ النجم : 19 ] لبيان فساد قولهم ، والإشارة إلى ظهور ذلك من غير دليل ، كما إذا قال قائل فلان يصلح للملك فيقول آخر لثالث ، أما رأيت هذا الذي يقوله فلان ولا يذكر أنه لا يصلح للملك ، ويكون مراده ذلك فيذكره وحده منبهاً على عدم صلاحه ، فههنا قال تعالى : { أَفَرَءيْتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ } أي يستحقان العبادة أم للإنسان أن يعبد ما يشتهيه طبعه وإن لم يكن يستحق العبادة ، وعلى هذا فقوله أم للإنسان أي هل له أن يعبد بالتمني والاشتهاء ، ويؤيد هذا قوله تعالى : { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } أي عبدتم بهوى أنفسكم ما لا يستحق العبادة فهل لكم ذلك .