Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 3-3)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى : { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ } وهو يحتمل أمرين أحدهما : وكذبوا محمداً المخبر عن اقتراب الساعة وثانيهما : كذبوا بالآية وهي انشقاق القمر ، فإن قلنا : كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقوله : { وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ } أي تركوا الحجة وأولوا الآيات وقالوا : هو مجنون تعينه الجن وكاهن يقول : عن النجوم ويختار الأوقات للأفعال وساحر ، فهذه أهواءهم ، وإن قلنا : كذبوا بانشقاق القمر ، فقوله : { وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ } في أنه سحر القمر ، وأنه خسوف والقمر لم يصبه شيء فهذه أهواءهم ، وكذلك قولهم في كل آية . وقوله تعالى : { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } فيه وجوه أحدها : كل أمر مستقر على سنن الحق يثبت والباطل يزهق ، وحينئذ يكون تهديداً لهم ، وتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو كقوله تعالى : { ثُمَّ إِلَىٰ رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُم } [ الزمر : 7 ] أي بأنها حق ثانيها : وكل أمر مستقر في علم الله تعالى : لا يخفى عليه شيء فهم كذبوا واتبعوا أهواءهم ، والأنبياء صدقوا وبلغوا ما جاءهم ، كقوله تعالى : { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَىْء } [ غافر : 16 ] ، وكما قال تعالى في هذه السورة : { وَكُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ فِى ٱلزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } [ القمر : 52 ، 53 ] ، ثالثها : هو جواب قولهم : { سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } أي ليس أمره بذاهب بل كل أمر من أموره مستقر .