Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-3)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المسألة الأولى : أجمعوا على أن الحاقة هي القيامة واختلفوا في معنى الحاقة على وجوه : أحدها : أن الحق هو الثابت الكائن ، فالحاقة الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجيء التي هي آتية لا ريب فيها وثانيها : أنها التي تحق فيها الأمور أي تعرف على الحقيقة من قولك لا أحق هذا أي لا أعرف حقيقته جعل الفعل لها وهو لأهلها وثالثها : أنها ذوات الحواق من الأمور وهي الصادقة الواجبة الصدق ، والثواب والعقاب وغيرهما من أحوال القيامة أمور واجبة الوقوع والوجود فهي كلها حواق ورابعها : أن الحاقة بمعنى الحقة والحقة أخص من الحق وأوجب تقول : هذه حقتي أي حقي ، وعلى هذا الحاقة بمعنى الحق ، وهذا الوجه قريب من الوجه الأول وخامسها : قال الليث : { ٱلْحَاقَّةُ } النازلة التي حقت بالجارية فلا كاذبة لها وهذا معنى قوله تعالى : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } [ الواقعة : 2 ] ، وسادسها : { ٱلْحَاقَّةُ } الساعة التي يحق فيها الجزاء على كل ضلال وهدى وهي القيامة وسابعها : { ٱلْحَاقَّةُ } هو الوقت الذي يحق على القوم أن يقع بهم وثامنها : أنها الحق بأن يكون فيها جميع آثار أعمال المكلفين فإن في ذلك اليوم يحصل الثواب والعقاب ويخرج عن حد الانتظار وهو قول الزجاج وتاسعها : قال الأزهري : والذي عندي في الحاقة أنها سميت بذلك لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل أي تخاصم كل مخاصم وتغلبه من قولك : حاققته فحققته أي غالبته فغلبته وفلجت عليه وعاشرها : قال أبو مسلم : { ٱلْحَاقَّةُ } الفاعلة من حقت كلمة ربك . المسألة الثانية : الحاقة مرفوعة بالابتداء وخبرها { مَا ٱلْحَاقَّةُ } والأصل الحاقة ما هي أي أي شيء هي ؟ تفخيماً لشأنها ، وتعظيماً لهولها فوضع الظاهر موضع المضمر لأنه أهول لها ومثله قوله : { ٱلْقَارِعَةُ * مَا ٱلْقَارِعَةُ } [ القارعة : 1 ، 2 ] وقوله : { وَمَا أَدْرَاكَ } أي وأي شيء أعلمك { مَا ٱلْحَاقَّةُ } يعني إنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها ، يعني أنه في العظم والشدة بحيث لا يبلغه دراية أحد ولا وهمه وكيفما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك { وَمَا } في موضع الرفع على الابتداء و { أَدْرَاكَ } معلق عنه لتضمنه معنى الاستفهام .