Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 24-24)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والمعنى يقال لهم ذلك وفيه مسائل : المسألة الأولى : منهم من قال قوله : { كُلُواْ } ليس بأمر إيجاب ولا ندب ، لأن الآخرة ليست دار تكليف ، ومنهم من قال : لا يبعد أن يكون ندباً ، إذا كان الغرض منه تعظيم ذلك الإنسان وإدخال السرور في قلبه . المسألة الثانية : إنما جمع الخطاب في قوله : { كلوا } بعد قوله { فهو في عيشة } [ الحاقة : 21 ] لقوله : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ } [ الحاقة : 19 ] ومن مضمن معنى الجمع . المسألة الثالثة : قوله : { مَا أَسْلَفْتُمْ } أي قدمتم من أعمالكم الصالحة ، ومعنى الإسلاف في اللغة تقديم ما ترجو أن يعود عليك بخير فهو كالإقراض . ومنه يقال : أسلف في كذا إذا قدم فيه ماله ، والمعنى بما عملتم من الأعمال الصالحة : والأيام الخالية ، المراد منها أيام الدنيا والخالية الماضية ، ومنه قوله : { وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِى } [ الأحقاف : 17 ] و { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } [ البقرة : 134 ] وقال الكلبي : { بِمَا أَسْلَفْتُمْ } يعني الصوم ، وذلك أنهم لما أمروا بالأكل والشرب ، دل ذلك على أنه لمن امتنع في الدنيا عنه بالصوم ، طاعة لله تعالى . المسألة الرابعة : قوله : { بِمَا أَسْلَفْتُمْ } يدل على أنهم إنما استحقوا ذلك الثواب بسبب عملهم ، وذلك يدل على أن العمل موجب للثواب ، وأيضاً لو كانت الطاعات فعلاً لله تعالى لكان قد أعطى الإنسان ثوباً لا على فعل فعله الإنسان ، وذلك محال وجوابه معلوم .