Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 41-42)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وههنا مسائل : المسألة الأولى : قرأ الجمهور : تؤمنون وتذكرون بالتاء المنقوطة من فوق على الخطاب إلا ابن كثير ، فإنه قرأهما بالياء على المغايبة ، فمن قرأ على الخطاب ، فهو عطف على قوله : { بِمَا تُبْصِرُونَ وما لا تُبْصِرُونَ } [ الحاقة : 38 ، 39 ] ومن قرأ على المغايبة سلك فيه مسلك الالتفات . المسألة الثانية : قالوا : لفظة ما في قوله : { قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ … قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } لغو وهي مؤكدة ، وفي قوله : { قَلِيلاً } وجهان الأول : قال مقاتل : يعني بالقليل أنهم لا يصدقون بأن القرآن من الله ، والمعنى لا يؤمنون أصلاً ، والعرب يقولون : قلما يأتينا يريدون لا يأتينا الثاني : أنهم قد يؤمنون في قلوبهم ، إلا أنهم يرجعون عنه سريعاً ولا يتمون الاستدلال ، ألا ترى إلى قوله : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } إلا أنه في آخر الأمر قال : { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } [ المدثر : 24 ] . المسألة الثالثة : ذكر في نفي الشاعرية { قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } وفي نفي الكاهنية { مَّا تَذَكَّرُونَ } والسبب فيه كأنه تعالى قال : ليس هذا القرآن قولاً من رجل شاعر ، لأن هذا الوصف مباين لصنوف الشعر كلها إلا أنكم لا تؤمنون ، أي لا تقصدون الإيمان ، فلذلك تعرضون عن التدبر ، ولو قصدتم الإيمان لعلمتم كذب قولكم : إنه شاعر ، لمفارقة هذا التركيب ضروب الشعر ، ولا أيضاً بقول كاهن ، لأنه وارد بسبب الشياطين وشتمهم ، فلا يمكن أن يكون ذلك بإلهام الشياطين ، إلا أنكم لا تتذكرون كيفية نظم القرآن ، واشتماله على شتم الشياطين ، فلهذا السبب تقولون : إنه من باب الكهانة .