Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 16-16)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال تعالى : { كَلاَّ } وهو ردع له عن ذلك الطمع الفاسد قال المفسرون ولم يزل الوليد في نقصان بعد قوله : { كَلاَّ } حتى افتقر ومات فقيراً . قوله تعالى : { إِنَّهُ كان لآيَـٰتِنَا عَنِيداً } إنه تعليل للردع على وجه الاستئناف كأن قائلاً قال : لم لا يزاد ؟ فقيل : لأنه كان لآياتنا عنيداً والعنيد في معنى المعاند كالجليس والأكيل والعشير ، وفي هذه الآية إشارة إلى أمور كثيرة من صفاته أحدها : أنه كان معانداً في جميع الدلائل الدالة على التوحيد والعدل والقدرة وصحة النبوة وصحة البعث ، وكان هو منازعاً في الكل منكراً للكل وثانيها : أن كفره كان كفر عناد كان يعرف هذه الأشياء بقلبه إلا أنه كان ينكرها بلسانه وكفر المعاند أفحش أنواع الكفر وثالثها : أن قوله : { إِنَّهُ كان لاْيَـٰتِنَا عَنِيداً } يدل على أنه من قديم الزمان كان على هذه الحرفة والصنعة ورابعها : أن قوله : { إِنَّهُ كان لاْيَـٰتِنَا عَنِيداً } يفيد أن تلك المعاندة كانت منه مختصة بآيات الله تعالى وبيناته ، فإن تقديره : إنه كان لآياتنا عنيداً لا لآيات غيرنا ، فتخصيصه هذا العناد بآيات الله مع كونه تاركاً للعناد في سائر الأشياء يدل على غاية الخسران .