Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 38-39)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال صاحب « الكشاف » : رهينة ليست بتأنيث رهين في قوله : { كُلُّ ٱمْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } [ الطور : 21 ] لتأنيث النفس لأنه لو قصدت الصيغة لقيل : رهين ، لأن فعيلاً بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وإنما هي اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم ، كأنه قيل : كل نفس بما كسبت رهن ، ومنه بيت الحماسة : @ أبعد الذي بالنعف نعف كواكب رهينة رمس ذي تراب وجندل @@ كأنه قال : رهن رمس ، والمعنى كل نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك إلا أصحاب اليمين ، فإنهم فكوا عن رقاب أنفسهم بسبب أعمالهم الحسنة ، كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق ، ثم ذكروا وجوهاً في أن أصحاب اليمين من هم ؟ أحدها : قال ابن عباس : هم المؤمنون وثانيها : قال الكلبي : هم الذين قال فيهم الله تعالى : « هؤلاء في الجنة ولا أبالي » وهم الذين كانوا على يمين آدم وثالثها : قال مقاتل : هم الذين أعطوا كتبهم بأيمانهم لا يرتهنون بذنوبهم في النار ورابعها : قال علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عمر : هم أطفال المسلمين ، قال الفراء : وهو أشبه بالصواب لوجهين : الأول : لأن الولدان لم يكتسبوا إثماً يرتهنون به والثاني : أنه تعالى ذكر في وصفهم ، فقال : { فِى جَنَّـٰتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } [ المدثر : 40 42 ] وهذا إنما يليق بالولدان ، لأنهم لم يعرفوا الذنوب ، فسألوا { مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } وخامسها : عن ابن عباس : هم الملائكة .