Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 20-21)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفيه مسألتان : المسألة الأولى : قال صاحب « الكشاف » : { كَلاَّ } ردع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن عادة العجلة وحث على الأناة والتؤدة ، وقد بالغ في ذلك باتباعه قوله : { بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } كأنه قال : بل أنتم يا بني آدم لأنكم خلقتم من عجل وطبعتم عليه تعجلون في كل شيء ، ومن ثم تحبون العاجلة وتذرون الأخرة ، وقال سائر المفسرين : { كَلاَّ } معناه حقاً أي حقاً تحبون العاجلة وتذرون الآخرة ، والمعنى أنهم يحبون الدنيا ويعملون لها ويتركون الآخرة ويعرضون عنها . المسألة الثانية : قرىء تحبون وتذرون بالتاء والياء وفيه وجهان الأول : قال الفراء : القرآن إذا نزل تعريفاً لحال قوم ، فتارة ينزل على سبيل المخاطبة لهم . وتارة ينزل على سبيل المغايبة ، كقوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] الثاني : قال أبو علي الفارسي : الياء على ما تقدم من ذكر الإنسان في قوله : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ } [ القيامة : 3 ] والمراد منه الكثرة ، كقوله : { إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً } [ المعارج : 19 ] والمعنى أنهم يحبون ويذرون ، والتاء على قل لهم ، بل تحبون وتذرون .