Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 37-37)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفيه مسألتان : المسألة الأولى : النطفة هي الماء القليل وجمعها نطاف ونطف ، يقول : ألم يك ماء قليلاً في صلب الرجل وترائب المرأة ؟ وقوله : { مّن مَّنِىّ يُمْنَىٰ } أي يصب في الرحم ، وذكرنا الكلام في يمنى عند قوله : { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } [ النجم : 46 ] وقوله : { أَفَرَءيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ } [ الواقعة : 58 ] فإن قيل : ما الفائدة في يمنى في قوله : { مّن مَّنِىّ يُمْنَىٰ } ؟ قلنا : فيه إشارة إلى حقارة حاله ، كأنه قيل : إنه مخلوق من المني الذي جرى على مخرج النجاسة ، فلا يليق بمثل هذا الشيء أن يتمرد عن طاعة الله تعالى إلا أنه عبر عن هذا المعنى ، على سبيل الرمز كما في قوله تعالى في عيسى ومريم : { كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ } [ المائدة : 75 ] والمراد منه قضاء الحاجة . المسألة الثانية : في يمنى في هذه السورة قراءتان التاء والياء ، فالتاء للنطفة ، على تقدير ألم يك نطفة تمنى من المني ، والياء للمني من مني يمنى ، أي يقدر خلق الإنسان منه .