Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 12-13)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً } والمعنى وجزاهم بصبرهم على الإيثار وما يؤدي إليه من الجوع والعري ، بستاناً فيه مأكل هنيء وحريراً فيه ملبس بهي ، ونظيره قوله تعالى : { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [ الحج : 23 ] أقول : وهذا يدل على أن المراد من قوله : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ } [ الإنسان : 9 ] ليس هو الإطعام فقط بل جميع أنواع المواساة من الطعام والكسوة ، ولما ذكر تعالى طعامهم ولباسهم ، وصف مساكنهم ، ثم إن المعتبر في المساكن أمور : أحدها : الموضع الذي يجلس فيه فوصفه بقوله : { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ } وهي السرر في الحجال ، ولا تكون أريكة إلا إذا اجتمعت ، وفي نصب متكئين وجهان الأول : قال الأخفش : إنه نصب على الحال ، والمعنى وجزاهم جنة في حال اتكائهم كما تقول : جزاهم ذلك قياماً ، والثاني : قال الأخفش : وقد يكون على المدح . والثاني : هو المسكن فوصفه بقوله : { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } وفيه وجهان أحدهما : أن هواءها معتدل في الحر والبرد والثاني : أن الزمهرير هو القمر في لغة طيء هكذا رواه ثعلب وأنشد : @ وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر @@ والمعنى أن الجنة ضياء فلا يحتاج فيها إلى شمس وقمر .