Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 11-11)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { كَلاَّ } وهو ردع عن المعاتب عليه وعن معاودة مثله . قال الحسن : لما تلا جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآيات عاد وجهه ، كأنما أسف الرماد فيه ينتظر ماذا يحكم الله عليه ، فلما قال : { كَلاَّ } سرى منه ، أي لا تفعل مثل ذلك ، وقد بينا نحن أن ذلك محمول على ترك الأولى . ثم قال : { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } وفيه سؤالان : الأول : قوله : { إِنَّهَا } ضمير المؤنث ، وقوله : { فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } [ عبس : 12 ] ضمير المذكر ، والضميران عائدان إلى شيء واحد ، فكيف القول فيه ؟ الجواب : وفيه وجهان الأول : أن قوله : { إِنَّهَا } ضمير المؤنث ، قال مقاتل : يعني آيات القرآن ، وقال الكلبي : يعني هذه السورة وهو قول الأخفش والضمير في قوله : { فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } عائد إلى التذكرة أيضاً ، لأن التذكرة في معنى الذكر والوعظ الثاني : قال صاحب « النظم » : { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } يعني به القرآن والقرآن مذكر إلا أنه لما جعل القرآن تذكرة أخرجه على لفظ التذكرة ، ولو ذكَّره لجاز كما قال في موضع آخر : { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } [ المدثر : 54 ] والدليل على أن قوله : { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } المراد به القرآن قوله : { فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } . السؤال الثاني : كيف اتصال هذه الآية بما قبلها ؟ الجواب : من وجهين الأول : كأنه قيل : هذا التأديب الذي أوحيته إليك وعرفته لك في إجلال الفقراء وعدم الالتفات إلى أهل الدنيا أثبت في اللوح المحفوظ الذي قد وكل بحفظه أكابر الملائكة الثاني : كأنه قيل : هذا القرآن قد بلغ في العظمة إلى هذا الحد العظيم ، فأي حاجة به إلى أن يقبله هؤلاء الكفار ، فسواء قبلوه أو لم يقبلوه فلا تلتفت إليهم ولا تشغل قلبك بهم ، وإياك وأن تعرض عمن آمن به تطييباً لقلب أرباب الدنيا .