Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 22-24)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى : { وَمَا صَـاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } واحتج بهذه الآية من فضل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم فقال : إنك إذا وازنت بين قوله : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَـاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } [ التكوير : 2119 ] وبين قوله : { وَمَا صَـاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } ظهر التفاوت العظيم : { وَلَقَدْ رَءاهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } يعني حيث تطلع الشمس في قول الجميع ، وهذا مفسر في سورة النجم { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } أي وما محمد على الغيب بظنين والغيب ههنا القرآن وما فيه من الأنباء والقصص والظنين المتهم يقال : ظننت زيدا في معنى اتهمته ، وليس من الظن الذي يتعدى إلى مفعولين ، والمعنى ما محمد على القرآن بمتهم أي هو ثقة فيما يؤدي عن الله ، ومن قرأ بالضاد فهو من البخل يقال ضننت به أضن أي بخلت ، والمعنى ليس ببخيل فيما أنزل الله ، قال الفراء : يأتيه غيب السماء ، وهو شيء نفيس فلا يبخل به عليكم ، وقال أبو علي الفارسي : المعنى أنه يخبر بالغيب فيبينه ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ذلك ويمتنع من إعلامه حتى يأخذ عليه حلواناً ، واختار أبو عبيدة القراءة الأولى لوجهين : أحدهما : أن الكفار لم يبخلوه ، وإنما اتهموه فنفي التهمة أولى من نفي البخل وثانيها : قوله : { عَلَى ٱلْغَيْبِ } ولو كان المراد البخل لقال بالغيب لأنه يقال : فلان ضنين بكذا وقلما يقال على كذا .