Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 99, Ayat: 2-2)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أما قوله : { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } ففيه مسألتان : المسألة الأولى : في الأثقال قولان : أحدهما أنه جمع ثقل وهو متاع البيت : { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها ، قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت في بطن الأرض فهو ثقل لها ، وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها ، وقيل : سمي الجن والإنس بالثقلين لأن الأرض تثقل بهم إذا كانوا في بطنها ويثقلون عليها إذا كانوا فوقها ، ثم قال : المراد من هذه الزلزلة ، الزلزلة الأولى يقول : أخرجت الأرض أثقالها ، يعني الكنوز فيمتلىء ظهر الأرض ذهباً ولا أحد يلتفت إليه ، كأن الذهب يصيح ويقول : أما كنت تخرب دينك ودنياك لأجلي ! أو تكون الفائدة في إخراجها كما قال تعالى : { يَوْمٍ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ } [ التوبة : 35 ] ومن قال : المراد من هذه الزلزلة الثانية وهي بعد القيامة . قال : تخرج الأثقال يعني الموتى أحياء كالأم تلده حياً ، وقيل : تلفظه الأسرار ، ولذلك قال : { يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا } فتشهد لك أو عليك . المسألة الثانية : أنه تعالى قال في صفة الأرض : { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } [ المرسلات : 25 ] ثم صارت بحال ترميك وهو تقرير لقوله : { تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [ الحج : 2 ] وقوله : { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْء } [ عبس : 34 ] .