Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-34)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 26 ) لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى } المثوبة الحسنى { وَزِيَادَةٌ } وما يزيد على المثوبة تفضلاً . القميّ هي النظر الى رحمة الله . وعن الباقر عليه السلام أمّا الحُسنى فالجنّة وأمّا الزيادة فالدنيا ما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ويجمع لهم ثواب الدنيا والآخرة . وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ } ولا يغشاها { قَتَرٌ } غبرة فيها سواد { وَلاَ ذِلَّةٌ } أثر هوان { أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دائمون لا زوال فيها ولا انقراض لنعيمها . { ( 27 ) وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا } أي تجازى سيئة بسيئة مثلها لا يزاد عليها وفيه دلالة على أنّ المراد بالزيادة الفضل { وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ } لا يعصمهم أحد من سخط الله وعذابه أو ما لهم من عند الله من يعصمهم كما يكون للمؤمنين { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً } لفرط سوادها وظلمتها وقرئ قطعاً بسكون الطاءِ { أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . القميّ عن الباقر عليه السلام هؤلاءِ أهل البدع والشبهات والشهوات يسوّد الله وجوههم ثمّ يلقونه قال ويلبسهم الذلة والصّغار . وفي الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشدّ سواداً فكذلك هم يزدادون سواداً . { ( 28 ) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني الفريقين { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ } الزمُوا مكانكم لا تبرحوا حتّى تنظروا ما يفعل بكم { أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } ففرّقنا بينهم وقطعنَا الوصل التي كانت بينهم . والقميّ يبعث الله ناراً تزيل بين الكفار والمؤمنين { وَقالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } لأنّهم إنّما عبدوا في الحقيقة أهوائهم التي حملتهم على الإِشراك لا ما اشركوا به أو الشياطين حيث أمروهم أن يتّخذوا الله أنداداً فأطاعوهم . { ( 29 ) فَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنََنَا وَبَيْنَكُمْ } فانّه العالم بكنه الأمر { إِن كُنَّا } انه كنّا { عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } . { ( 30 ) هُنَالِكَ } في ذلك المقام { تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } تختبر ما قدمت من عمل فتعاين نفعه وضرّه وقرء تتلو أي تقرء من التلاوة أوتتبع من التّلو { وَرُدُّواْ إلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ } ربّهم الصادق ربوبيّته المتولّي لأمرهم على الحقيقة لا ما اتخذوه مولى { وَضَلَّ عَنْهُمْ } وضاع عنهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يدعون أنّهم شركاء الله وأنّهم تشفع لهم . { ( 31 ) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ والأَرْضِ } جميعاً بأسباب سماويّة وأرضية { أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ } من يستطيع خلقهما وتسويتهما وحفظهما من الآفات مع كثرتها وسرعة انفعالهما من أدنى شيء { وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الْحَيّ } من يحيي ويميت { وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ } ومن يلي تدبير أمر العالم { فَسَيَقُولُونَ اللهُ } اذ لا يقدرون على المكابرة والعناد فى ذلك لفرط وضوحه { فَقُلْ أفَلاَ تَتَّقُونَ } عقابه في عبادة غيره . { ( 32 ) فَذَالِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ } أي المتولّي لهذه الأمور المستحقّ للعبادة هو ربّكم الثابت ربوبيّته لأنّه الذي أنشأكم وأحياكم ورزقكم ودبّر أموركم { فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } عن الحقّ . { ( 33 ) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ } تمردوا في كفرهم وخرجُوا عن الرّشد { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بدل من الكلمة أي حقّ عليهم انتفاء الإِيمان أو أُريد بالكلمة العدة بالعذاب وهذا تعليل له وقرئ كلمات . { ( 34 ) قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } جعل الإِعادة كالإِبداء في الإِلزام بها لظهور برهانها وان لم يساعدوا عليها ولذلك أمر الرّسول بأن ينوب عليهم في الجواب .