Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-4)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 1 ) المر } قد سبق الكلام فيه وفي نظائره . وفي المعاني عن الصادق عليه السلام معناه أنا الله المحيي المُميتُ الرزاق { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ } يعني القرآن { الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } . { ( 2 ) اللهُ الَّذِي رَفََعَ السَّمَاوَاتِ بَغَيْرِ عَمَدٍ } بغير أساطين { تَرَوْنَهَا } صفة لعَمَد . القميّ والعياشي عن الرضا عليه السلام فَثمَّ عمد ولكن لا ترونها { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } سَبَق معناه في سورة الأعراف { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى } لمدة معينة يتم فيها أدواره أو لغاية مضروبة ينقطِع دونها سيره وهي { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } [ التكوير : 1 2 ] { يُدَبِّرُ الأَمْرَ } أمر ملكوته من الايجاد والاعدام والاحياء والإِماتة وغير ذلك { يُفَصِّلُ الآيَاتِ } يُنزلها ويبيّنها { لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } لكي تتفكروا فيها وتتحقّقُوا كمال قدرته وصنعه في كل شيء فتعلموا أنه بكلِّ شيء محيط وهذا كقوله إلا إنّهم في مرية من لقاء ربهّم الا إنه بكلّ شيءٍ محيط . { ( 3 ) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ } بسطها طولاً وعرضاً ليثبت فيه الأقدام ويتقلّب عليهَا الحيوان { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } جبالاً ثوابت { وَأَنْهَاراً } تتولد منها { وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } وجعل فيها من جميع أنواعها صنفين اثنين أسود وأبيض وحلواً وحامضاً رطباً ويابساً صغيراً وكبيراً وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة { يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ } يلبس ظلمة الليل ضياءَ النهار فيصير الهواء مظلماً بعدما كان مضيئاً { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } . { ( 4 ) وَفي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ } متلاصقة من طيبة وسبخة ورخوة وصلبة وصالحة للزرع دون الشجر وبالعكس وغير صالحة لشيءٍ منهما { وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وزَرْعٌ وَنَخِيلٌ } فيها أنواع الأعناب والزرع والنخيل وقرىء وزرع ونخيل بالرفع وكذلك في معطوفهما { صِنْوَانٌ } نخلات أصلها واحد { وَغَيْرُ صِنْوَانٍ } متفرقات مختلفة الأصول أو أمثال وغير أمثال وفي الحديث النبوي " عمّ الرجل صنو ابيه " { يُسْقَى } وقرىء بالياءِ { بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ } وقرىء بالياءِ { بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ } في الثمر شكلاً وقدراً ورائحةً وطعماً . العياشي عنهم عليهم السلام يعني هذه الأرض الطيبة مجاورة لهذه الأرض المالحة وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم . وفي المجمع عن النبي صلىَّ الله عليه وآله وسلم " أنّه قال لعلّي عليه السلام الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ هذه الآية { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } " يستعملون عقولهم بالتفكر فيهتدون إلى عظمة الصانع وعلمه وحكمته البالغة وقدرته النافذة وتدبيره الكامل ولطفه الشامل وحسن تربيته وصنايعه شيئاً فشيئاً إلى بلوغها منتهى كمالاتها اللايقة بها .