Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 38-43)

Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ( 38 ) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ } تعلم سرّنا كما تعلم علانيتنا والمعنى أنّك أعلم بأحوالنا ومصالحنا وأرحم بنا منّا بأنفسنا فلا حاجة لنا إلى الطلب لكنّا ندعوك اظهاراً لعبوديّتك وافتقاراً إلى رحمتك واستعجالاً لنيل ما عندك . في الكافي عن الصادق عليه السلام أنّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ولكنّه يحبّ أن يبثّ إليه الحوائج فاذا دعوتم فسمّوا حاجتكم { وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضَ وَلاَ فِي السَّمَاءِ } لأنّه العالم بعلم ذاتي يستوي نسبته إلى كل معلوم ومن للإِستغراق . { ( 39 ) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ } أي وهب لي وأنا كبير السّنّ ايس عن الولد قيّد الهبة بحال الكبر استعظاماً للنعمة واظهاراً لما فيه من الآية { إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } قيل أنّه ولد له اسماعيل لتسع وتسعين واسحاق لمئة واثنتي عشرة سنة { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ } أي لمجيبه من قولك سمع الملك كلامي إذا اعتدّ به وفيه اشعار بأنّه دعا ربّه وسأل منه الولد فأجابه حين ما وقع اليأس منه . { ( 40 ) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ } معدّاً لها مواظباً عليها { وَمِن ذُرِّيَّتِي } وبعضِ ذُرِّيَّتي { رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } عبادتي . { ( 41 ) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ } . العياشي عن أحدهما عليهما السلام قال آدم وحوّاء وقرء ولولدي ونسبها في الجوامع إلى أهل البيت عليهم السلام . والقميّ إنّما نزلت ولولدي اسماعيل واسحاق . والعياشي عن أحدهما عليهما السلام أنّه كان يقرء ربّنا اغفر لي ولولَديَّ يعني إسماعيل واسحاق . وعن الباقِر عليه السلام أنّه سئل منها فقال هذه الكلمة صحفَها الكتاب إنّما كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إيّاه وإنّما كان ربّنا اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق { وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } يوم القيامة . { ( 42 ) وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } وعيد للظالم وتسلية للمظلوم { إنَّمَا يُؤْخِّرُهُمْ } يؤخّر عذابهم { لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } . القميّ قال تبقى أعينهم مفتوحة من هول جهنّم لا يقدرون أن يطرفُوا . { ( 43 ) مُهْطِعِينَ } مسرعين إلى الداعي أو مقبلين بأبصارهم لا يطرفون هيبة وخوفاً والإِهطاع الإِقبال على الشيء { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } رافعيها { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } بل بقيت عيونهم شاخصةً لا تطرف { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قيل خلاء أي خالية عن العقول لفرط الحيرة والدهشة لا قوّة لها ولا جرأة ولا فهم . والقميّ قال قلوبهم يتصدّع من الخفقان .