Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 5-11)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 5 ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ } قيل بوقايعه الواقعة على الأمَمِ الماضية وأيّام العَرَب يقال لحروبها . وفي المجمع والعياشي عن الصادق عليه السلام بِنِعَمِ الله وآلائه . والقميّ أيّام الله ثلاثة يوم القائِم ويوم الموت ويوم القيامة . وفي الخصال عن الباقر عليه السلام أيّام الله يوم يقوم القائِم ويوم الكرة ويوم القيامة . أقول : لا منافاة بين هذه التفاسير لأنّ النعمة على المؤمن نقمة على الكافر وكذا الأيّام المذكورة نعم لقوم ونقم لآخرين { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } يصبر على بلائه ويشكر لنعمائِه . { ( 6 ) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ } يكلّفونكم { سُوءَ الْعَذَابِ } استعبادكم بالأفعال الشاقة كما مضى في سورة البقرة { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذِلكُم بَلاَءٌ مِّن رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } ابتلاء منه أو وفي الإِنجاء نعمة . { ( 7 ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } واذكروا إذ أَعْلم أنّه { لَئِن شَكَرْتُمْ } يا بني إسرائيل ما أنعمت عليكم من الإِنجاءِ وغيره بالإِيمان والعَمل الصالح { لأَزِيدَنَّكُمْ } نعمة إلى نعمة { وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَديدٌ } . في الكافي عن الصادق عليه السلام ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهراً بلسانة فتمّ كلامه حتى يؤمر له بالمزيد . وفي المجمع ما في معناه والقميّ والعياشي مثله وزاد هو قوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنّكم . وفي الكافي عنه عليه السلام من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه . وعنه عليه السلام ما أنعم الله على عبدٍ بنعمة صغرت أو كبرت فقال الحمد لله إلاّ أدّى شكرها ، وفي رواية أخرى وكان الحمد أفضل من تلك النعمة ، وعنه عليه السلام في تفسير وجوه الكفر الوجه الثالث من الكفر كفر النعم قال لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد . { ( 8 ) وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } من الثقلينِْ { فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ } عن شكركم { حَمِيدٌ } مستحق للحمد في ذاته وان لم يحمده حامد محمود يحمده نفسه ويحمده الملائكة وينطق بنعمته ذرّات المخلوقات فما ضررتم بالكفران إلاّ أنفسكم حيث حرمتموها مزيد الأنعام وعرضتموها للعذاب الشديد . { ( 9 ) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ } لكثرة عددهم { جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ } القميّ أي في أفواه الأنبياء . أقول : يعني منعوهم من التكلم وهو تمثيل وفي تفسير هذه الكلمة وجوه أخر ذكرها المفسّرون { وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } . { ( 10 ) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمّىً } الى وقتٍ سماّهُ الله وجعله اخر أعماركم { قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } لا فضل لكم علينا فلم خصصتم بالنّبوّة دوننا { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } بحجة واضحة أرادوا بذلك مَا اقترحوه من الآيات تعنّتاً وعناداً . { ( 11 ) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } سلّموا مشاركتهم في البشريّة وجعلوا الموجب لاختصاصهم بالنّبوة فضل الله ومنّه عليهم بخصايص فيهم ليست في أبناءِ جنسِهِم { وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ } أي ليس إلينا الإِتيان بما اقترحتموه وانّما هو أمر يتعلق بمشيّة الله فيخصّ كلّ نبيٍّ بنوع من الآيات { وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } فلنتوكل بِالصَّبِرِ على معاداتكم عمّموا للاشعار بما يوجب التوكل وهو الإِيمان وقصدوا به أنفسهم قصداً أوّليّاً .