Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 52-62)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 52 ) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } خلقاً وملكاً { وَلَهُ الدِّينُ } الطاعة { وَاصِباً } . العياشي عن الصادق عليه السلام قال واجباً { أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ } . { ( 53 ) وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ } . القميّ النعمة الصِحة والسعة والعافية . وعن الصادق عليه السلام من لم يعلم أنّ لله عليه نعمة في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } فما تتضرّعون الا إليه والجور رفع الصوت بالدعاءِ والاستغاثة . { ( 54 ) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقُ مِّنكُم بِرَبِهِّمْ يُشْرِكُونَ } . { ( 55 ) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ } من نعمة الكشف عنهم كأنّهم قصدوا بشركهم كفران النِّعمة وانكار كونها من الله { فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } تهديد ووعيد . { ( 56 ) وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ } لآلهتهم التي لا علم لها أو لا علم لهم بها { نَصِيباً مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الزّرُوع والأنعام . القميّ كانت العرب يجعلون للأصنام نصيباً في زرعهم وإِبلهم وغنمهم فردّ الله عليهم { تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ } من أنّها آلهة وأنّها أهل للتقرب إليها وهو وعيد لهم على ذلك . { ( 57 ) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ } . القميّ قالت قريش الملائكة هم بنات الله { سُبْحَانَهُ } تنزيه له من قولهم أو تعجب منه { وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ } يعني البَنين . { ( 58 ) وَإِذَا بُشِّرَ أحَدُهُم بِالأُنثَى } أخبر بولادتها { ظَلَّ } صار { وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } من الكآبة والحياءِ من الناسِ { وَهُوَ كَظِيمٌ } مملوّ غيظاً من المرأة . { ( 59 ) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ } يستخفي منهم { مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أيُمْسِكُهُ } محدثاً نفسه متفكراً في أن يتركه { عَلَى هُونٍ } ذلٍّ { أمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } أم يخفيه فيه ويئده { أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } حيث يجعلون لمن تعالى عن الولد ما هذا محلّه عندهم . { ( 60 ) لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ } صفة السوء وهي الحاجة إلى الولد والإِستظهار بالذكور وكراهة الإِناث ووأدهنّ خشية الإِملاق والعار { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى } وهي الصفات الإلهيّة والغنى عن الصاحبة والولد والنزاهة عن صفات المخلوقين { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } المتفرد بكمال القدرة والحكمة . { ( 61 ) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم } بكفرهم ومعاصيهم { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } على الأرض { مِن دَآبَّةٍ } قط بشؤم ظلمهم أو من دابّة ظالمة { وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } كي يتوالدُوا { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } . { ( 62 ) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } اي ما يكرهونه لأنفسهم من البنات والشرّكاءِ في الرّياسة والإِستخفاف بالرّسل وأراذل الأموال { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ } مع ذلك . القميّ يقول ألسنتهم الكاذبة { أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى } أي عند الله كقول قائلهم ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى { لاَ جَرَمَ أنَّ لَهُمُ النَّارَ } ردّ لكلامهم واثبات لضدّه { وَأنَّهُم مُّفْرَطُونَ } مقدمون إلى النار معجّلون وقرىء بكسر الراءِ من الإِفراط في المعاصي . القميّ أي معذّبون .