Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 48-66)

Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ( 48 ) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ } اي الكتاب الجامع لكونه فارقاً بين الحق والباطل وضياء يستضاء به في ظلمات الحيرة والجهالة وذكراً يتّعظ به المتّقون . { ( 49 ) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السّاعَةِ مُشْفِقُونَ } خائفون . { ( 50 ) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ } وهذا القرآن ذكر كثير خيره { أَنزَلْنَاهُ } على محمّد صلّى الله عليه وآله { أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } استفهام توبيخ . { ( 51 ) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ } الاهتداء لوجوه الصلاح واضافه اليه ليدل على انّه رشد مثله وانّ له لشأناً { مِن قَبْلُ } من قبل موسى وهارون ( ع ) او محمّد صلّى الله عليه وآله { وَكُنّا بِهِ عَالِمِينَ } علمنا انّه اهل لما اتيناه . { ( 25 ) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } تحقير لشأنها وتوبيخ على اجلالها فانّ التمثال صورة لا روح فيها . { ( 53 ) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } فقلّدناهم . { ( 54 ) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِيِ ضَلاَلٍ مُبِينٍ } لعدم استناد الفريقين إلى برهان { ( 55 ) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ } كأنّهم لاستبعادهم تضليل آبائهم ظنّوا انّ ما قاله على وجه الملاعبة فقالوا ابجدّ تقوله ام تلعب به . { ( 56 ) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ } اضراب عن كونه لاعباً باقامة البرهان على ما ادّعاه { وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِنَ الشَّاهِدِينَ } من المحقّقين له والمبرهنين عليه فانّ الشاهِد من تحقّق الشيء وحفظه . { ( 57 ) وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم } لأجتهدنّ في كسرها ولفظ الكيد وما في التاء من التعجب لصعوبة الأمر وتوقّفه على نوع من الحيل { بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } الى عيدكم ولعلّه قال ذلك سرّاً . { ( 58 ) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً } قطاعاً فعال بمعنى مفعول كالحطام من الجذّ وهو القطع وقرء بالكسر { إِلاّ كَبِيراً لَهُمْ } للأصنام { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } { ( 59 ) قَالُوا } حين رجعوا { مَن فَعَلَ هَذا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } { ( 60 ) قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ } يعيبهم { يُقَالُ لَهُ إبْراهِيمُ } { ( 61 ) قَالُوا فأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ } بمرأىً منهم { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } بِفعله او قوله { ( 62 ) قَالُوا } حين احضروه { ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ } { ( 63 ) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذا فَاسْئَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ } في العيون عن الصادق عليه السلام انّما قال ابراهيم ان كانوا ينطقون فكبيرهم فعل وان لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئاً فما نطقوا وما كذب ابراهيم . وفي الكافي عنه عليه السلام انما قال { بل فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ } ارادة الإِصلاح ودلالة على انّهم لا يفعلون ثم قال والله ما فعلوه وما كذب . { ( 64 ) فَرَجَعُوا إِلى أَنفُسِهِمْ } وراجعوا عقولهم { فَقَالُوا } فقال بعضهم لبعض { إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ } بعبادة ما لا ينطق ولا يضرّ ولا ينفع لا من ظلمتموه . { ( 65 ) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ } قيل يعني انقلبوا الى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة شبّه عودهم الى الباطل بصيرورة اسفل الشيء مستعلياً الى اعلاه { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاَءِ يَنطِقُونَ } فكيف تأمر بسؤالهم وهو على ارادة القول . { ( 66 ) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ } انكار لعبادتهم لها بعد اعترافهم بأنّها جمادات لا تنفع ولا تضرّ انه ينافي الالوهية .