Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 40-55)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 40 ) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } على التكذيب اذا رأوا العذاب . { ( 41 ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَيْحَةُ بِالْحَقِّ } صيحة جبرئيل صاح عليهم صيحة هايلة تصدّعت منها قلوبهم فماتوا وفيه دلالة على انّ القرن قوم صالح { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً } القمّي عن الباقر الغثاء اليابس الهامد من نبات الأرض قيل شبّههم في دمارهم بغثاء السّيل وهو حميلة كقول العرب سار به الوادي لمن هلك { فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ } يحتمل الاخبار والدّعاء { ( 42 ) ثُمَّ أَنشَأَنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } يعني قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم . { ( 43 ) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } الوقت الذي قدّر لهلاكها { وَما يَسْتَأَخِرُونَ } الأجل . { ( 44 ) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } متواترين واحداً بعد واحد من الوتر وهو الفرد وقرء بالتنوين { كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً } في الهلاك { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحادِيثَ } لم يبق منهم الاّ حكايات تمثل بها { فَبُعْداً لِقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } { ( 45 ) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا } بالآيات التسع { وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ } وحجّة واضحة ملزمة للخصم . { ( 46 ) إِلى فرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا } عن الإِيمان والمتابعة { وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ } متكبّرين . { ( 47 ) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } يعني انّ بني اسرائيل لنا خادمون منقادون . { ( 48 ) فَكَذَّبُوهُمَا فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ } بالغرق . { ( 49 ) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } التوراة { لَعَلَّهُمْ } لعل بني اسرائيل { يَهْتَدُونَ } الى المعارف والاحكام . { ( 50 ) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً } بولادتها ايّاه من غير مسيس { وَآوَيْنَاهُمَا إِلى رَبْوَةٍ } وقرء بفتح الرّاء وجعلنا مأويهما مكاناً مرتفعاً { ذَاتِ قَرارٍ } منبسطة تصلح للإِستقرار والزرع { وَمَعِينٍ } ماء طاهر جار على وجه الأرض . في الكافي عن الصادق عليه السلام قال الربوة نجف الكوفة والمعين الفرات . وفي المجمع عنهما عليهما السلام الربوة حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات . { ( 51 ) يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } . في المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله " انّ الله طيّب لا يقبل الاّ طيّب وانّه امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ " وقال { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ ما رَزَقْناكُمْ } [ البقرة : 172 ] . { ( 52 ) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً } . القمّي قال على مذهب واحد وقرء وان بالكسر وبالفتح والتخفيف { وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } في شقّ العصا ومخالفة الكلمة . { ( 53 ) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ } فتخربوا وافترقوا وجعلوا دينهم ادياناً متفرّقة { زُبُراً } قطعاً جمع زبور الّذي بمعنى الفرقة { كُلُّ حِزْبٍ } من المتحزّبين { بِمَا لَدَيْهِمْ } من الدّين { فَرِحُونَ } معجبون معتقدون انّهم على الحق . القمّي قال كلّ من اختار لنفسه ديناً فهو فرح به . { ( 54 ) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ } في جهالتهم شبّهها بالماء الذي يغمر القامة { حَتَّى حِينٍ } الى ان يقتلوا او يموتوا . { ( 55 ) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ به } ما نعطيهم ونجعله مدداً لهم { مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } وبيان لما .