Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 29-43)

Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ( 29 ) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ } وتتعرّضون للسّابلة بالفاحشة والفضيحة حتّى انقطعت الطّرق { وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ } في مجالسكن الغاصّة ولا يقال النّادي الاّ لما فيه اهله { الْمُنْكَرَ } في المجمع عن الرضا عليه السلام كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء والقمّي قال كان يضرط بعضهم على بعض . وفي العوالي عن النبي صلّى الله عليه وآله هو الحذف { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } { ( 30 ) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ } بابتداع الفاحشة فيمن بعدهم . { ( 31 ) وَلَمّا جَائَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى } بالبشارة بالولد والنافلة { قَالُوا إِنّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ } قرية سدوم { إِنّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ } { ( 32 ) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ } وقرء بالتخفيف { وَأَهْلَهُ إِلاّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ } الباقين في العذاب . { ( 33 ) وَلَمّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سىءَ بِهِمْ } جاءته المساءة والغمّ بسببهم { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } وضاق بشأنهم وتدبير امرهم ذرعه اي طاقته { وَقَالُوا } لمّا رأوا فيه من اثر الضّجرة { لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنّا مُنَجُّوكَ } وقرء بالتّخفيف { وَأَهْلَكَ إِلاّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ } { ( 34 ) إِنَّا مُنْزِلُونَ } وقرء بالتّشديد { عَلَى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ } عذاباً منها { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } بسبب فسقهم . { ( 35 ) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } هي منزل لوط بقي عبرة للسيّارة كما سبق في قصّتهم المشروحة في سورة هود . { ( 36 ) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ } وافعلوا ما ترجون به ثوابه وقيل انّه من الرجاء بمعنى الخوف { وَلاَ تَعْثَوْا فِى الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } { ( 37 ) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ } الزلزلة الشديدة التي فيها الصّيحة { فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } باركين على الرّكب ميّتين . { ( 38 ) وَعَادًا وَثَمُودَا } اي واذكرهما واهلكناهما { وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ } بعض مساكنهم إذا نظرتم اليها عند مروركم بها { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } من الكفر والمعاصي { فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ } السبيل السويّ الذي بيّن لهم الرّسل { وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ } متمكّنين من النظر والاستبصار ولكنّهم لم يفعلوا . { ( 39 ) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } قدّم قارون لشرف نسبه { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ } فائتين بل ادركهم امر الله { ( 40 ) فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا } حصباء كقوم لوط { وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ } كمدين وثمود { وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ } كقارون { وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا } كفرعون وقومه وقوم نوح { وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ } فيعاقبهم بغير جرم { وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بالتعريض للعذاب . { ( 41 ) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ } فيما اتّخذوه معتمداً ومتّكلاً { كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا } فيما نسجه في الوهن والخور { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ } لا بيت اوهن واقلّ وقاية للحرّ والبرد منه { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } يرجعون الى علم لعلموا انّ هذا مثلهم . { ( 42 ) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَدْعُونَ } وقرء بالياء { مِنْ دُونِهِ مِنْ شَىْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } { ( 43 ) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ } يعني هذا المثل ونظائره { نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ } تقريباً لما بعد من افهامهم { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاّ الْعَالِمُونَ } الذين يتدبّرون الأشياء على ما ينبغي . القمّي يعني آل محمد صلوات الله عليهم . وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه تلا هذه الآية فقال العالم الذي عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه .