Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 7-19)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 7 ) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ } احسن جزاء اعمالهم . { ( 8 ) وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا } القمّي قال هما اللّذان ولّداه { وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } بآلهيّته عبّر عن نفيها بنفي العلم بها اشعاراً بانّ ما لا يعلم صحّته لا يجوز اتّباعه وان لم يعلم بطلانه فضلاً عمّا علم بطلانه { فَلاَ تُطِعْهُمَا } في ذلك فانّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق { إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } بالجزاء عليه . { ( 9 ) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِى الصّالِحِينَ } في جملتهم . { ( 10 ) وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِىَ فِى اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ كَعَذَابِ اللهِ } القمّي قال اذا اذاه انسان او اصابه ضرٌّ وفاقة او خوف من الظالمين دخل معهم في دينهم فرأى انّ ما يفعلونه هو مثل عذاب الله الذي لا ينقطع { وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ } فتح وغنيمة . والقمّي يعني القائم عليه السلام { لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنّا مَعَكُمْ } في الدين فأشركونا فيه { أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِى صُدُورِ الْعَالَمِينَ } من الاخلاص والنفاق . { ( 11 ) وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم { وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ } فيجازي الفريقين . { ( 12 ) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } . القمّي قال كان الكفّار يقولون للمؤمنين كونوا معنا فانّ الذي تخافون انتم ليس بشيء فان كان حقّاً نتحمّل نحن ذنوبكم فيعذّبهم الله عزّ وجلّ مرّتين مرّة بذنوبهم ومرّة بذنوب غيرهم { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَىْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } { ( 13 ) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } اثقال ما اقترفته انفسهم { وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ } واثقالاً اخر معها لما تسبّبوا له بالاضلال والحمل على المعصية من غير ان ينقص من اثقال من تبعهم شيء { وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } سؤال تقريع وتبكيت { عَمّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من الاباطيل الّذي اضلّوا بها . { ( 14 ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عَامًا } في الاكمال عن الباقر عليه السلام لم يشاركه في نبوّته احد وفي الكافي عنه عليه السلام يدعوهم سرّاً وعلانية فلمّا ابوا وعتوا قال رَبِّ { أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } [ القمر : 10 ] { فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } { ( 15 ) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ } يتّعظون ويستدلّون بها . { ( 16 ) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ } ممّا انتم عليه { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } { ( 17 ) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا } وتكذبون كذباً في تسميتها آلهة او ادّعاء شفاعتها عند الله { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } { ( 18 ) وَإِنْ تُكَذِّبُوا } وان تكذّبوني قيل هي من جملة قصّة ابراهيم ( ع ) والقمّي انقطع خبر ابراهيم وخاطب الله امّة محمد صلّى الله عليه وآله فقال وان تكذّبوا الى قوله لهم عذاب اليم ثمّ عطف على خبر ابراهيم ( ع ) فقال وما كان جواب قومه فهذا من المنقطع المعطوف . أقول : الوجه فيه انّ مساق قصة ابراهيم ( ع ) لتسلية الرسول والتنفيس عنه بأنّ اباه خليل الله كان ممنوّا بنحو ما مني به من شرك القوم وتكذيبهم وتشبيه حاله فيهم بحال ابراهيم ( ع ) في قومه ولذلك توسّط مخاطبتهم بين طرفي قصّته { فَقَدْ كَذّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ } الرّسل فلم يضرّهم تكذيبهم وإنّما ضرّ انفسهم فكذا تكذيبهم { وَمَا عَلى الرَّسُولِ إِلاّ الْبَلاَغُ المُبِينُ } { ( 19 ) أَوَلَمْ يَرَوْا } وقرء بالتاء على تقدير القول { كَيْفَ يُبْدِؤُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلى اللهِ يَسِيرٌ } إذ لا يفتقر في فعله إلى شيء .