Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 186-188)

Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ( 186 ) ولَتُبْلَوُنَّ } أي والله لتختبرن { فِي أَمْوَالِكُمْ } بتكليف الإِنفاق وما يصيبه من الآفات { وَأَنفُسِكُمْ } بالجهاد والقتل والأسر والجراح وما يرد عليها من المخاوف والأمراض والمتاعب . في العلل عن الرضا عليه السلام في أموالكم باخراج الزكاة وفي أنفسكم بالتوطين على الصبر { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً } من هجاء الرسول والطعن في الدين واغراء الكفرة على المسلمين وغير ذلك أخبرهم بذلك قبل وقوعها ليوطنوا أنفسهم على الصبر والإحتمال ويستعدوا للقائها حتى لا يرهقهم نزولها بغتة { وَإِنْ تَصْبِرُوا } على ذلك { وَتَتّقُوا } مخالفة أمر الله { فَإِنَّ ذَلِكَ } يعني الصبر والتقوى { مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } مما يجب ثبات الرأي عليه نحو امضائه . { ( 187 ) وَإِذْ أَخَذَ اللهُ } اذكر وقت أخذه { مِيثَاقَ الّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } . القمّي عن الباقر عليه السلام يعني في محمد صلّى الله عليه وآله وسلم { لَتُبَيِّنُنّهُ لِلنّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } قال إذا خرج وقرئ بالياء فيهما { فَنَبَذُوهُ } أي الميثاق { وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ } فلم يراعوه ولم يلتفتوا إليه والنبذ وراء الظهر مثل في ترك الإِعتداد وعدم الإِلتفات ويقابله جعله نصب عينيه { وَاشْتَرَوْا بِهِ } اخذوا بدله { ثَمَناً قَلِيلاً } من حطام الدنيا واعراضها { فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون } . في المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا . وفي الاحتجاج عنه عليه السلام في حديث يذكر فيه أن أعداء رسول الله الملحدين في آيات الله تأويل لهذه الآية وقد سبق ذكره في المقدمة السادسة . { ( 188 ) لاَ تَحْسَبَنَّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا } يعجبون بما فعلوا من التدليس وكتمان الحق أو من الطاعات والحسنات وقرئ بالياء { وَيُحِبّونَ أَنْ يُحْمَدوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا } من الوفاء بالميثاق واظهار الحق والإِخبار بالصدق أو كل خير { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ } تأكيد وقرئ بالياء وضم الباء { بِمَفَازَةٍ } بمناجاة . والقمّي عن الباقر عليه السلام ببعيد { مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } بكفرهم وتدليسهم .