Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 73-78)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 73 ) وَلاَ تُؤْمِنُوا إلاَّ لِمَنْ تَبعَ دِيْنَكُمْ } قيل هذا من تتمة كلام اليهود أي لا تصدقوا ولا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم الا لأهل دينكم { قُلْ إنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ } اعتراض بين المفعول وفعله من كلام الله تعالى ومعناه ان الدين دين الله { أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ } يعني من العلم والحكمة والكتاب والحجة والمنّ والسلوى والفضائل والكرامات وقرئ أن يؤتى بالمد على الاستفهام { أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ } عطف على قوله ان يؤتى أحد والواو ضمير أحد لأنه في معنى الجمع والمعنى ولا تؤمنوا بأن يحاجوكم عند ربكم لأنكم انصح ديناً منهم فلا تكون لهم الحجة عليكم . وفي الآية وجوه أُخر وهي من المتشابهات التي لم يصل إلينا عن أهل البيت شيء { قُلْ إنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ } اي الهداية والتوفيق منه { يُؤْتِيْهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ } . { ( 74 ) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ } . { ( 75 ) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إلَيْكَ وَمِنْهُم مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِدِيْنَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إلَيْكَ إلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً } إلاَّ مدة دوامك على رأسه تطالبه بالعنف { ذَلِكَ } يعني ترك الأداء { بِأَنَّهُمْ قَالُوا } بسبب قولهم { لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّنَ سَبِيلٌ } أي ليس علينا في شأن من ليسوا من أهل الكتاب ولم يكونوا على ديننا عقاب وذم { وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ } بادعائهم ذلك { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنهم كاذبون وذلك لأنهم استحلوا ظلم من خالفهم وقالوا لم يجعل لهم في التوراة حرمة . وفي المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لما قرأ هذه الآية قال " كذب اعداء الله ما من شيء كان في الجاهلية الا وهو تحت قدمي الا الأمانة فانها مؤدات إلى البر والفاجر " . { ( 76 ) بَلَى } اثبات لما نفوه اي بلى عليهم سبيل { مَنْ أوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } استئناف اي كل من أوفى بما عاهد عليه أي عهد كان واتقى الله في ترك الخيانة والغدر فان الله يحبّه في وضع الظاهر موضع المضمر اشعار بأن التقوى ملاك الأمر . { ( 77 ) إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ } يستبدلون { بِعَهْدِ اللهِ } بما عاهدوا عليه من الإِيمان بالرسول والوفاء بالأمانات { وَأَيْمَانِهِمْ } وبما حلفو به ثَمَناً قَلِيلاً متاع الدنيا من الرئاسة واخذ الرشوة والذهاب بمال أخيهم المسلم ونحو ذلك { اوْلئك لاَ خَلاَقَ لَهُمْ } لا نصيب لهم { فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } كناية عن سخطه عليهم واستهانته بهم . وفي التوحيد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يعني لا يصيبهم بخير قال وقد تقول العرب والله ما ينظر الينا فلان وإنما يعنون بذلك انه لا يصيبنا منه بخير { وَلاَ يُزَكِّيْهِمْ } قيل ولا يثني عليهم . وفي تفسير الامام ولا يزكيهم من ذنوبهم كما مر . { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ } في الأمالي قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " من حلف على يمين يقطع بها مال أخيه لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان " فأنزل الله تصديقه في كتابه ان الذين يشترون الآية . { ( 78 ) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ } يفتلونها بقراءة فيميلونها عن المنزل إلى المحرف { لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ } تأكيد وزيادة تشنيع عليهم { وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } تأكيد وتسجيل عليهم بالكذب على الله والتعمد فيه . القمّي مقطوعاً قال كان اليهود يفترون شيئاً ليس في التوراة ويقولون هو في التوراة فكذبهم الله .