Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 165-171)
Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ( 165 ) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللهِ حُجّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } فيقولوا لولا أرسلت الينا رسولاً فينبهنا ويعلمنا ما لم نكن نعلم { وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً } لا يغلب فيما يريده { حَكِيماً } فيما دبر . { ( 166 ) لَكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إلَيْكَ } قيل لما نزلت إنا أوحينا اليك قالوا ما نشهد لك بهذا فنزلت { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } بأنك مستأهل له { وَالْمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ } أيضاً { وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً } وإن لم يشهده غيره . القمّي عن الصادق عليه السلام انما أنزلت لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي في الآية . { ( 167 ) إنَّ الّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيداً } لأنهم جمعوا بين الضلال والإِضلال ولأن المضل يكون أغرق في الضلال وابعد من الإِنقلاع عنه . { ( 169 ) إلاَّ طََريقَ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً } . في الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا ان الذين كفروا وظلموا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم لم يكن الله ( الآية ) . والقمّي قرأ أبو عبد الله إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم ( الآية ) . { ( 170 ) يَا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ } ايماناً خيراً لكم أو آتوا أمراً خيراً لكم أو يكن الإِيمان خيراً لكم { وَإنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً } . في الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيراً لكم وان تكفروا بولاية علي ( الآية ) . { ( 171 ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ } غلت اليهود في حط عيسى عليه السلام حتى رموه بأنه ولد لغير رشدة والنصارى في رفعه حتى اتخذوه إلهاً { وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ } يعني تنزيهه على الشريك والصاحبة والولد { إنّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا على مَرْيَمَ } أوصلها إليها وحصلها فيها { وَرُوحٌ مِنْهُ } صدرت منه . في الكافي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عنها قال هي روح مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى . وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام روحان مخلوقتان اختارهما واصطفاهما روح آدم وروح عيسى عليه السلام { فآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا } الآلهة { ثَلاَثَةٌ } الله والمسيح ومريم كما يدل عليه قوله تعالى { أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] { انْتَهُوا } عن التثليث { خَيْراً لَكُمْ } مر نظيره { إنّمَا اللهُ إلَهٌ وَاحِدٌ } وحدة حقيقية لا يتطرق إليها نحو من أنحاء الكثرة والتعدد أصلاً { سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } سبحه تسبيحاً من أن يكون له ولد كيف والوالد لا بد أن يكون مماثلاً لِلوالد تعالى الله أن يكون له مماثل ومعادل { لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } ملكاً وملكاً وخلقاً لا يماثله شيء من ذلك فيتخذه ولداً { وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً } تنبيهاً على غناه عن الولد فان الحاجة إليه إنما تكون ليكون وكيلاً لأبيه والله سبحانه قائم بحفظ الأشياء كاف في ذلك مستغن عمن يخلفه أو يعينه .