Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 34-36)

Tafsir: aṣ-Ṣāfī fī tafsīr kalām Allāh al-wāfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ( 34 ) الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ } يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية { بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } بسبب تفضيله الرجال على النساء بكمال العقل وحسن التدبير ومزيد القوة في الأعمال والطاعات { وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } في نكاحهن كالمهر والنفقة . في العلل عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " أنه سئل ما فضل الرجال على النساء فقال كفضل الماء على الأرض فبالماء تحيي الأرض وبالرجال تحيي النساء ولولا الرجال ما خلقت النساء " ثم تلا هذه الآية ثم قال ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهن العبادة من القذارة والرجال لا يصيبهم شيء من الطمث { فَالْصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ } . القمّي عن الباقر عليه السلام يقول مطيعات { حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ } في أنفسهن وأموال أزواجهن . في الكافي عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله " { بِمَا حَفِظَ اللهُ } بحفظ الله اياهن { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ } ترفعهن عن طاعتكم وعصيانهن لكم { فَعِظُوهُنَّ } بالقول { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ } ان لم ينجع العظة . في المجمع عن الباقر عليه السلام أنه يحول ظهره إليها { وَاضْرِبُوهُنَّ } ان لم تنفع الهجرة ضرباً غير شديد لا يقطع لحماً ولا يكسر عظماً . في المجمع عن الباقر عليه السلام أنه الضرب بالسواك { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً } بالتوبيخ والإِيذاء { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } فاحذروه فانه أقدر عليكم منكم على من تحت أيديكم . { ( 35 ) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا } أي الإِختلاف وعدم الاجتماع على رأي كأن كل واحد في شق أي جانب { فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إن يُرِيدَا إصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا } . في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام الحكمان يشترطان ان شاءا فرقا وان شاءا جمعا فان جمعا فجايز وان فرقا فجايز وقال ليس لهما أن يفرقا حتى يستأمراهما { إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً } فيعلم كيف يرفع الشقاق ويقع الوفاق . { ( 36 ) وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَاناً } واحسنوا بهما احساناً . العياشي عنهما عليهما السلام في هذه الآية ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أحد الوالدين وعلي عليه السلام الآخر { وَبِذِي الْقُرْبَى } وبصاحب القرابة { وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } الذي قرب جواره { وَالْجَارِ الْجُنُبِ } البعيد . في الكافي عن الباقر عليه السلام حد الجوار أربعون داراً من كل جانب من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله . وعن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم " كل أربعين داراً جيران من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله " . وعنه عليه السلام حسن الجوار يزيد في الرزق ، وقال حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار . وعن الكاظم عليه السلام ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى . وعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " الجيران ثلاثة فجار له ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام وجار له حقان الجوار وحق الإِسلام وجار له حق واحد حق الجوار وهو المشرك من أهل الكتاب " { وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ } قيل من صحبكم وحصل بجنبكم لرفاقه في أمر حسن كتزوج وتعلّم وتصرّف وصناعة وسفر { وَابْنِ السّبِيلِ } المسافر والضيف { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } العبيد والإِماء . والقمّي والصاحب بالجنب صاحبك في السفر وابن السبيل يعني أبناء الطريق الذين يستعينون بك في طريقهم وما ملكت أيمانكم يعني الأهل والخادم { إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتالاً } متكبراً يأنف عن أقاربه وجيرانه وأصحابه ولا يلتفت إليهم { فَخُوراً } يتفاخر عليهم .