Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 16-16)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ } اى لا اعلمكم الله به على لسانى يظنّ فى بادى النّظر انّ حقّ العبارة ان يقال : لو لم يشأ الله ما تلوته حتّى يفيد ترتّب عدم التّلاوة على عدم المشيّة ويستفاد من مفهومه ترتّب التّلاوة على المشيّة ، ومفاد الآية ترتّب عدم التّلاوة على المشيّة واستلزامه بحسب المفهوم لترتّب التّلاوة على عدم المشيّة والحال انّ الوجودىّ يحتاج الى العلّة الوجوديّة والعدم لا علّة له ، وما قالوا : علّة العدم عدم ، فهو من باب المشاكلة ولو سلّم فيقتضى تعليق عدم التّلاوة على عدم المشيّة لا على نفس المشيّة ، والجواب انّه تعالى اراد ان يشير الى انّه لا شأن له ( ص ) عدميّاً كان او وجوديّاً الاّ وهو متعلّق بمشيّة الله والعدم الصرّف وان كان لا علّة له ولا تعلّق له بشيء ، لكنّ الاعدام الشّأنيّة اى اعدام الملكات كالوجوديّات تقتضى علّة وتعلّقاً واذا كان عدم تلاوته مع انّه عدمىّ متعلّقاً بمشيّته تعالى فتلاوته كانت متعلّقة بالطّريق الاولى ، لانّها حادثة وجوديّة مقتضيته للعلّة والتّعلّق ، ومفهوم الآية تعلّق التّلاوة بعدم مشيّة عدم التّلاوة وهو اعمّ من مشيّة التّلاوة او عدم المشيّة مطلقاً { فَقَدْ لَبِثْتُ } الفاء عاطفة على لو شاء الله ما تلوته بملاحظة المعنى مع اشعاره بالسببيّة للاثبات كأنّه قال : تلوته بمشيّة الله لا بمشيّتى وادّعائى ذلك بسبب لبثى فيكم وعدم ظهور مثل ذلك منّى ، كأنّه اشار بتلك السببيّة الى قياسين اقترانيّين من الشّكل الاوّل وقياسٍ استثنائىٍّ مأخوذٍ من نتيجة القياس الثّانى واستثناء نقيض تاليه ترتيبه هكذا : لو لم يكن القرآن باتّباع الوحى ومشيّة الله لكان باختلاقٍ من تلقاء نفسى وكلّما كان باختلاقٍ من تلقاء نفسى ظهر مثل ذلك منّى قبل ذلك ؛ ينتج لو لم يكن بمشيّة الله لظهر مثله قبل ذلك وكلّما ظهر مثله قبل ذلك شاهدتموه وسمعتموه ولكن لم تشاهدوه منّى فقد لبثت { فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ } قبل القرآن مدّة اربعين سنة لا يظهر عنّى امثال ذلك ، وما سمعتم منّى { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } لا تدركون بعقولكم او لا تتصرّفون فى مدركاتهم بعقولكم او تصيرون عقلاء .