Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 5-5)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } واشار بتغيير الصّيغة فى جانب الكفّار الى انّهم كانوا عابدين لاهويتهم بعبادة الاصنام واهويتهم غير ثابتة بل هى متغيّرة متبدّلة فكان معبودهم فى الامس غير معبودهم فى الحال والمستقبل ، وبتوافق الصّيغة فى جانب محمّدٍ ( ص ) الى انّ معبوده كان فى الماضى والحال والآتى واحداً غير متعدّدٍ ولا مختلفٍ ولا يحصل تلك اللّطيفة الاّ بالتّكرار ، والوجه الاخر للتّكرار انّ السّورة فى مقام التّبرّى واظهار السّخط والمغايرة ، والتّكرار مناسب لهذا المقام ، ويجوز ان يكون لفظة ما مصدريّةً فى المواضع الاربعة او فى الموضعين الاخيرين ، والاتيان بما فى قوله تعالى : ما اعبد ، على تقدير كون ما موصولةً دون من للمشاكلة لقوله : ما تعبدون ولانّ المناسب لمقام التّبرّى والسّخط والمحاجّة الاتيان باللّفظ العامّ دون الخاصّ وليطابق اعتقادهم لتصوّرهم انّ ربّ السّماوات والارض يكون مثل اربابهم ، نقل انّه سأل ابو شاكرٍ الدّيصانىّ ابا جعفر الاحول عن وجه التّكرار وقال : هل يتكلّم الحكيم بمثل هذا القول ويكرّر مرّة بعد مرّةٍ ؟ ! فلم يكن عند الاحول فى ذلك جواب فدخل المدينة فسأل الصّادق ( ع ) عن ذلك فقال : كان سبب نزولها وتكرارها انّ قريشاً قالت لرسول الله ( ص ) تعبد الهنا سنةً ونعبد الهك سنةً ؛ فأجابهم الله بمثل ما قالوا .