Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 110, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } قيل هذه آخرة سورة نزلت عليه ( ص ) كما انّ { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } [ العلق : 1 ] كانت اولى سورةٍ نزلت عليه ، وقيل : نزلت فى حجّة الوداع بمنى ، وقيل : عاش ( ص ) بعدها سنتين ، وقيل : مات من سنته ، وقال ( ص ) بعد نزول السّورة : " نعيت الىّ نفسى " ، وروى " انّه بكى العبّاس بعد نزولها فقال : ما يبكيك يا عمّ ؟ - قال : نعيت اليك نفسك ، قال : انّه لكما تقول " ، واستفادة نعى نفسه ( ص ) من السّورة تكون من القرائن المنضّمة والحاليّة الّتى تكون بين المتخاطبين وان لم يكن فى اللّفظ ما يدلّ صريحاً عليه ، واعلم انّ النّصر والفتح يطلقان بمعناهما المصدرىّ ويراد بهما النّصرة على الاعداء وفتح البلاد ، واستعمال المجيء فيهما من باب الاستعارة وتشبيه النّصرة والفتح بالجائى ، ويطلقان على نصرة الانسان على اعدائه الباطنة وعلى فتح باب القلب ، ويطلقان على معنى حقيقىٍّ هو الملك النّازل على صدر النّبىّ ( ص ) ، وصورة ولىّ الامر النّازلة على صدر السّالك ، وكما تكون نصراً من الله على الاعداء الظّاهرة والباطنة تكون فتحاً من الله ، وبها تكون الفتح الظّاهر والباطن ويطلقان على النّصر المطلق الّذى لا نصر بعده وهو النّصر فى الخروج من جميع قيود الامكان ، والفتح المطلق الّذى هو فتح الغيب المطلق وهو الخروج من مقام الامكان والعروج من مقام الواحديّة الى الاحديّة وهو مقام القدس والتّقديس ، ولمّا كان النّصر مضافاً الى الله والفتح مطلقاً كان المراد هذا النّصر وذلك الفتح وقد يستنبط نعى نفسه ( ص ) من هذا فانّ النّصر المطلق والفتح بهذا المعنى قلّما يكون بدون وقت الارتحال .