Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 16-17)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } اى منعميها قئ امرنا مفتوح العين من الثّلاثىّ المجرّد وآمرنا ممدود الهمزة من باب الافعال وقرئ امرنا بكسر العين من الثّلاثى ، وامرّنا مشدّد العين ، والكلّ بمعنى كثّرنا ، ويجوز ان يكون امرنا بفتح العين وآمرنا من باب الافعال من الامر ضدّ النهى ؛ ويكون المعنى امرناهم تكويناً بالفسق { فَفَسَقُواْ فِيهَا } او يكون المعنى امرناهم تكليفاً بالعبادات ففسقوا ، ويجوز ان يكون امرّنا بتشديد وآمرنا من باب الافعال من امر بتثليث العين بمعنى صار اميراً ويكون المعنى جعلنا مترفيها وُلاةً عليها ففسقوا ، وتخصيص المترفين على المعانى الاول لانّ غيرهم ينظرون اليهم فيتّبعونهم ولانّهم اقدروا اسرع من غيرهم الى الفجور ، ولانّهم افرغ قلباً واجرأ فيكون حيلتهم فى ارتكاب الفجور اكثر وانفذ { فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ } بنزول العذاب والاهلاك بعد فسوقهم { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ } قيّده ببعد نوح لانّ القرون الّتى كانت قبله لم يكن فيهم ما كان فيمن كان بعده ، او لانّ ما كان فيهم لم يصل الينا كما وصل ما كان فيمن كان بعده يعنى اهلكنا كثيراً من بعد نوحٍ فلا نبالى باهلاك الفاسقين منكم { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً } فلا تجترئوا على الّذنوب لعلهم الله بها ومؤاخذته عليها .