Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 60-61)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ } بالوحى اى تذكّر وقت قولنا لك { إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } اى اهلكهم يعنى اذكر تبشيرنا لك باهلاكهم وقد انجزه له فى بدر وغيره ، والتّأدية بالماضى للاشارة الى تحقّق وقوعه او احاط بهم قدرة فلا يستطيعون الخروج من قدرته وحكومته { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } اى وما جعلنا الشّجرة الملعونة فى القرآن الاّ فتنةً للنّاس ، وقد وردت اخبار كثيرة من العامّة والخاصّة باختلاف الفاظها انّه ( ص ) رأى فى منامنه انّ رجالاً او قردة من بنى تميمٍ وعدىٍّ او من بنى اميّة يرقون منبره يردّون النّاس القهقرى ، الاّ انّ العامّة رووا من بنى اميّة وحده ولم يذكروا بنى تميمٍ وعدىٍّ ولا زريقاً وزفر ، والشّجرة الملعونة فسّرت فى اخبارنا تارة ببنى اميّة عموماً ، وتارةً ببنى مروان ، وتارة بمروان وبنيه . اعلم ، انّ القرآن تارةً يطلق على المدوّن الّذى اتى به محمّد ( ص ) وعلى هذا فقوله فى القرآن متعلّق بالملعونة ، وتارة على مقام الجمع المشتمل على جميع مراتب العالم ومنها السّجّين واهله ، وعلى هذا فهو متعلّق بجعلنا يعنى انّ المقصود من ارخاء عنان الاشقياء وامدادهم فى غصب حقّ آل محمّد ( ص ) ومن جعل السّجّين واهله فى العالم ان يفتتن النّاس بهم ويتخلّص المحقّ عن المبطل ويتميّز الحقّ عن الباطل { وَنُخَوِّفُهُمْ } بانواع التّخويف { فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } هو بتقدير من ليوافق سائر الآيات ، او حال عن المفعول وقد سبق بيان الآية .