Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 85-85)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ } اى الرّوح الّتى بها الحياة الانسانيّة فانّ الرّوح تطلق على البخار المتكوّن فى القلب المنتشر فى البدن بواسطة الشّرائين وتسمّى روحاً حيوانيّةً ، وعلى البخار المتصاعد من القلب الى الدّماغ فتعتدل ببرودته وتسمّى روحاً نفسانيّةً ، وعلى الّتى بها حياة الحيوان وتسمّى نفساً حيوانيّةً ، وعلى الّتى بها حياة الانسان وتسمّى نفساً ناطقة وهذه هى مراد السّائلين لانّها المدركة لهم بالآثار دون سابقتها فانّها مختفية تحت شعاع نفس الانسان ، وتطلق على طبقة من الملائكة وتسمّى فى لسان الاشراق بارباب الانواع وفى لسان الشّرع بالصّفات صفّاً ، وعلى ملك اعظم من جميع الملائكة وله بعدد كلّ انسان وجه وهو ربّ نوع الانسان وله الرّياسة والاحاطة على جميع الانواع واربابها وهو مع كلّ افراد الانسان وليسوا معه ، وما ورد فى بيان الرّوح انّها ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع محمّدٍ ( ص ) ثمّ مع الائمّة ( ع ) اشارة الى هذا المعنى ومعنى كونه مع محمّدٍ ( ص ) دون سائر الانبياء انّ معيّته مع محمّدٍ ( ص ) كان بمعيّة محمّدٍ ( ص ) معه والاّ فهو مع كلّ افراد الانسان بل مع كلّ ذرّات العالم ونفخت فيه من روحى اشارة الى تلك ، فانّ الرّوح المنفوخة فى آدم ( ع ) ظلّ تلك الرّوح ، ولمّا كانت الرّوح المسؤل عنها امراً مجرّداً معقولاً لا يدركه الاّ ذوو العقول وكان السّائلون اهل الحسّ لا يتجاوز ادراكهم المحسوسات امره ( ص ) بالاجمال فى الجواب فقال { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } اى ناشئة من امر ربّى من غير سبق استعداد مادّة حتّى تكون محسوسة فتدركونها بالحواسّ الظّاهرة او الباطنة او من عالم امره ولا يصل ادراككم اليه ولذلك قال { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } منكم او قليلاً من العلم وهو العلم بالمحسوس من آثارها وليس لكم علم عالم الامر ولفظة ما نافية او استفهاميّة انكاريّة .