Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 16-17)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ } تنحّت { مِنْ أَهْلِهَا } واستعمال الانتباذ للاشارة الى انّها ذهبت الى تلك النّاحية بحيث كأنّها نبذها نابذ فانتبذت من اهلها { مَكَاناً شَرْقِياً } قيل ذهبت وانغزلت من اهلها فى دار زكريّا الى مشرق الدّار للخلوة للعبادة او للاغتسال ، او الى مشرق البلد خارج البلد للاغتسال ، او الى مكانٍ يشرق عليه الشّمس لانّها خرجت فى يوم شديد البرد فجلست للاستدفاء بالشّمس ، او الى الفرات الى النّخلة اليابسة للغسل قبل الحمل ، او للطّلق بعد الحمل ويكون قوله { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً } من قبيل عطف التّفصيل على الاجمال ولا يكون الفاء للتّرتيب المعنوىّ ، واتّخاذ الحجاب كان فى المحراب او فى المغسل او فى محلّ شروق الشّمس { فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا } يعنى جبرئيل ( ع ) او الرّوح الّذى هو فوق جبرئيل ، والتّشريف بالاضافة يقتضى ان يكون هذا هو المراد ، على انّ التّوجّه الى البشر وتربية آدم انّما هو من الرّوح الّذى هو ربّ النّوع الانسانىّ وهو اعظم من الملائكة كلّهم { فَتَمَثَّلَ } اى تصوّر بصورة { لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } قيل تمثّل فى صورة شابٍّ سوىّ الخلقة .