Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 14-14)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } كانت الفقرتان الاوليان لبيان حالهم فى أنفسهم وأنّهم باعجابهم بأنفسهم وارتضائهم لافعالهم لا يسمعون نصح النّاصح وهاتان لبيان حالهم مع المؤمنين والكفّار وبيان خديعتهم للمؤمنين { قَالُوۤا آمَنَّا } بالجملة الفعليّة الخالية عن المؤكّدات لايهام انّ ايمانهم لا ينبغى ان ينكر او يشكّك فيه ولعدم مساعدة قلوبهم على المبالغة والتّأكيد { وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ } جمع الشّيطان والشّيطان معروف ، وتسمية الانسان شيطاناً امّا لصيرورته مظهراً للشيطان ومسخّراً تحت حكمه ، او للمشاكلة والمشابهة ، او لكون الانسان احد مصاديقه باعتبار معناه اللّغوىّ فانّه مشتقّ من شطن اذا بعد لبعد شياطين الجنّ والانس عن الخير ، او من الشّطن بمعنى الحبل الطويل المضطرب ، او من شاط اذا بطل لبطلانهم فى ذواتهم فعلى هذا كان نونه زائدة { قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ } فى الدّين والاعتقاد اكدّوا الحكم لتوهّم انكاره او الشّكّ فيه من شياطينهم لمخالطتهم مع المؤمنين ولنشاطهم فى اظهاره فانّ نشاط المتكلّم فى الحكم يدعوه الى المبالغة والتّأكيد ، ولهذا لم يكتفوا بهذا القدر وبسطوا فى الكلام وقالوا مؤكّدين بتأكيدات قاصرين شأنهم قصر القلب او الافراد { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } الاستهزاء معروف وان كان بحسب حال المستهزء والمستهزء به من حيث الاستهزاء محتاجاً الى شرح وتفصيل وكيف كان فالاستهزاء المنسوب الى الله كان مجازاً .