Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 254-254)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم } بعد حصر الافعال فى الله تعالى كأنّه قيل : فما لنا لا نرى الافعال الاّ من العباد ؟ ومن اين يعلم انّ الفاعل هو الله ؟ فناداهم وقال : ان اردتم ان تعلموا انّ الافعال منحصرة فى الله فأنفقوا ممّا رزقناكم من الاموال والقوى والاعراض وبالجملة كلّما يزيد فى انانيّاتكم وحدودها الّتى تحجبكم عن مشاهدة الموجودات كما هى ، ولمّا كان الانفاق من اصعب العبادات جبر كلفته بلذّة النّداء { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } يعنى لا مال فيه يفتدى به من العذاب { وَلاَ خُلَّةٌ } نافعة فانّ يوم الموت وهو المراد هاهنا لا ينفع فيه خليل خليلاً ، ويوم القيامة يكون الاخلاّء فيه بعضهم لبعض عدوّ الاّ الخليل فى الله ، ولا يكون الاّ بعد انفاق الحدود والحجب { وَلاَ شَفَاعَةٌ } وهذا يدلّ على انّ المراد به يوم الموت والاّ فيوم القيامة تنفع فيه شفاعة الشّافعين { وَٱلْكَافِرُونَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } امّا عطف على لا بيع فيه بتقدير العائد اى من قبل ان يأتى يوم يظهر فيه انّ الظلم منحصر بالكافرين المحجوبين عن مشاهدة نسبة الافعال الى الله ، او حال بهذا المعنى .