Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 271-271)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل : ابداء الانفاق خير او اسراره ؟ - فقال : ان تبدوها { فَنِعِمَّا هِيَ } اى فنعم شيئاً او نعم الشّيء الصّدقات المبدءات وجعل المخصوص هاهنا الصّدقات للاشعار بأنّ مدح الابداء انّما هو لمدح الصّدقات بخلاف اخفائها فانّه ممدوح فى نفسه وممدوح لمدح الصّدقات ايضاً { وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ } اى الاخفاء { خَيْرٌ لَّكُمْ } كما انّ نفس الصّدقة خير لكم ، وجعل المخصوص بالمدح فى الفقرة الاولى ابداء الصّدقات كما قدّروا يذهب باللّطف المندرج فى العبارة . فى الخبر : انّ كلّما فرض الله عليك فاعلانه أفضل من اسراره ، وما كان تطوّعاً فاسراره أفضل من اعلانه ، ولو انّ رجلاً حمل زكاة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسناً جميلاً ، وفى خبر ، انّهم يعنى اصحاب الرّسول ( ص ) كانوا يستحبّون اظهار الفرائض وكتمان النّوافل ، والوجه فى ذلك انّ الفرائض بعيدة عن المراءاة فيها والعجب والانانيّة بخلاف النّوافل ، لكن نقول : هذا كسائر الاحكام يختلف باختلاف الاشخاص والاحوال فربّ صدقةٍ نفل يكون اعلانها افضل بمراتب من اعلان الزّكاة الفرض ، وربّ زكاة فرض يكون اسرارها افضل من اسرار النفل { وَيُكَفِّرُ } اى الله والاخفاء قرئ بالرّفع عطفاً على مجموع جملة الشّرط والجزاء ، او على الجزاء ولم يجزم لكون المعطوف عليه جملة اسميّة غير ظاهر فيها الجزم ، او لتقدير مبتدءٍ حتّى يصير المعطوف على الجزاء جملة اسميّة ، وقرئ بالنّون وبالتّاء المثنّاة من فوق على ان يكون الفعل للصّدقات مرفوعاً ومجزوماً { عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ترغيب فى الاسرار بعد التّنبيه على انّه افضل بجعله محكوماً عليه بالخير دون الابداء .