Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 66-66)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَجَعَلْنَاهَا } اى المسخة او العقوبة الّتى أخزيناهم بها او الامّة الممسوخة كما فى الخبر { نَكَالاً } زجرة وعبرة مانعة عن الاعتداء والمخالفة { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } للامم الماضية فانّ الامّة الممسوخة الحاضرة بتوجّههم الى الآخرة ووجود الامم الماضية فى الآخرة وعالم المثال متوجّهون الى الامم الماضية وهم بين أيديهم ، وكونها عبرة لهم باعتبار أخبار أنبيائهم عن الامم الآتية واعتدائهم ؛ وعلى هذا فقوله تعالى { وَمَا خَلْفَهَا } عبارة عن الامم الحاضرة فى زمان الممسوخة والامم الآتية فانّ الممسوخة بتوجّههم فطرة الى الآخرة مستدبرون عن الدّنيا ومن فيها ومن سيقع فيها وان كانوا متوجّهين الى الدّنيا اختياراً ، او المراد بما بين يديها الامم الحاضرة فى زمان المسخ والامم الآتية فانّ الحاضرة حاضرة بين أيديهم والآتية باعتبار مرور الممسوخة اعلى الزّمان واستقبالهم عليها كأنّها حاضرة بين أيديهم فقوله تعالى : وما خلفها ؛ عبارة عن الأمم الماضية ، او المراد بما بين يديها الحاضرون فى زمان الممسوخة وبما خلفها الآتون ؛ او المراد القرى القريبة والبعيدة ، او المراد بالنّكال العقوبة الّتى هى معناه حقيقة ؛ والمعنى جعلناها عقوبة لمعصيتهم الحاضرة والماضية { وَمَوْعِظَةً } تذكيراً وتنبيهاً على العواقب او عبرة او نصحاً او حثّاً على التّقوى والطّاعات او تخويفاً عن المعاصى والاغترار بالدّنيا { لِّلْمُتَّقِينَ } فانّ غيرهم لا يتنبّهون ولا يتّعظون فلا ينتفعون فلا ينظر اليهم . وتأتي قصّة المعتدين فى السّبت ومضى فى اوّل السّورة تحقيق معنى التّقوى { وَ } اذكروا يا بنى اسرائيل او يا أمّة محمّد ( ص ) او ذكّر بنى اسرائيل او أمتّك قصّة القتيل واحياءه على يد موسى ( ع ) حتّى تعلموا انّ ما قاله موسى ( ع ) حقّ وانّ اخباره بنبوّة محمّد ( ص ) وولاية علىٍّ ( ع ) ليس ممّا لا يكترث به .