Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 47-48)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ } الميزان ما يوزن ويقاس به مقدار الشّيء وحاله سواء كان ذلك ذا الكفّتين او القبّان او الزّرع او مقياس البنّاء والمسّاح ، او احكام الشّرائع والملل ، او آداب الطّريق والسّلوك ، او كتب الله السّماويّة ، او وجود خلفاء الله تعالى بأعمالهم وأقوالهم وأحوالهم وأخلاقهم ومراتب وجودهم ، ولمّا كان الموازين فى الآخرة كثيرة بحسب النّشآت ومراتب الاشخاص جمع الموازين بالجمع الدّالّ على الكثرة وقد سبق فى اوّل سورة الاعراف تحقيق وتفصيل للوزن والميزان ، والقسط بمعنى العدل ومن المصادر الّتى يوصف بها ، يستوى فيه الواحد والجمع والمؤنّث والمذكّر { لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } اى فى يوم القيامة ، او للنّاس فى يوم القيامة ، او لحساب يوم القيامة { فَلاَ تُظْلَمُ } بنقص ثواب او زيادة عقاب ، او بثواب فى موقع العقاب ، او بعكس ذلك { نَفْسٌ شَيْئاً } هو مفعول ثانٍ لتظلم او قائم مقام المصدر { وَإِن كَانَ } العمل { مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ } اى مقدار حبّة من خردلٍ ، وقرئ مثقال حبّة بالرّفع على جعل كان تامّةً { أَتَيْنَا بِهَا } وقرئ بالمدّ من باب الافعال او المفاعلة { وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ } الجملة معطوفة على قوله لئن مسّتهم ، او على قوله ونضع الموازين ، والاوّل اولى لتوافق المتعاطفين فى الانشاء ، فانّ لام لقد آتينا موطّئة للقسم ، والثّانى اوفق بحسب تناسب المعنى فانّ وضع الموازين ليوم القيامة يناسب اتيان الفرقان لموسى لانّه ايضاً ميزان فكأنّه قال : نضع الموازين القسط ليوم القيامة وآتينا موسى فى الدّنيا الميزان القسط الّذى هو التّوراة الفارقة بين الحقّ والباطل { وَضِيَآءً وَذِكْراً } من قبيل عطف اوصافٍ عديدةٍ لشيءٍ واحدٍ على ان يكون الفرقان والضّياء والذّكر اوصافاً للتّوراة ، او من قبيل عطف المتباينات ان اريد بالفرقان التّوراة او فلق البحر ، او سائر المعجزات وبالضّياء والذّكر غيرها { لَّلْمُتَّقِينَ } متعلّق بآتينا ، وكون الفرقان للمتّقين لكونهم منظورين من اتيانه ومنتفعين به ، او صفة لضياء وذكراً ، او لذكراً فقط .