Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 15-15)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } يعنى لا بقلوبكم يعنى تديرونه بينكم من غير تحقيقٍ له كأنّ السنتكم تأخذه وتقبل ما يلقيه غيركم من غير اطّلاع ذواتكم وقلوبكم يقال تلقّى القول بمعنى قبله ، وقرئ : تتّلقونه بالتّائين على الاصل وتلقونه بالتّخفيف من لقيه بمعنى تناوله وتلقونه بكسر حرف المضارعه من هذه المادّة وتُلقونه من القاه ، وتلقونه من ولق بمعنى كذب ، وتألقونه من الق بمعنى كذب ، وتثقفونه من ثقف اذا طلب ووجد ، وتقفونه من وقف بمعنى تبع { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ } من غير اطّلاع قلوبكم واعتقادها { مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً } سهلاً لا اثم فيه ولا تبعة له { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } . اعلم ، انّ الازمان متشابهة واهل كلّ زمانٍ حالهم تشابه حال اهل الزّمان السّالف والآتى فانّ اهالى الازمنة السّالفة على ما وصل الينا من سيرهم كانوا مثل اهل هذا الزّمان ، كانوا ينتحلون الدّين لاغراضٍ نفسانيّةٍ لا لغاياتٍ انسانيةٍ وكانوا يغتابون ويتّهمون من كان داخلاً فى الدّين مثلهم وكانوا يتجسّسون عوراتهم ويعيبون عليهم ويلمزون بعضهم بعضاً بالالقاب ويسرّون بظهور سوءات اخوانهم ، ويسائون بظهور محاسنهم ، وكلّ ذلك كان منافياً للدّين بل مناقضاً للغايات المقصودة من التّديّن .