Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 56-57)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ } لمّا كان قوله تعالى : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } تعريضاً بالحاضرين وامرهم بالايمان والعمل الصّالح فكان فى معنى آمنوا واعملوا الصّالحات ، وكان عملوا الصّالحات مجملاً واراد ان يفصّل الاعمال الصّالحة عطف عليه قوله : { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ } ، او قدّر آمنوا ولم يصرّح به لاستفادته بعينه من قوله { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بخلاف { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ } فانّه لم يستفد من قوله عملوا الصّالحات فكأنّه قال فآمنوا واقيموا الصّلٰوة { وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ } قد مضى فى اوّل البقرة بيان وتفصيل لاقامة الصّلٰوة وايتاء الزّكٰوة { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } فى سائر ما أمركم به او أطيعوه فى اقامة الصّلٰوة وايتاء الزّكٰوة بمعنى اجعلوا الدّاعى على صلٰوتكم وزكٰوتكم محض أمره ( ص ) دون غيره من المراياة والصّيت وامضاء العادة والمماثلة لامثالكم او حفظ المال او تحصيله او حفظ العيال والعرض والجاه وغير ذلك ممّا يجعله صاحبوا النّفوس غاياتٍ لافعالهم وعباداتهم { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لاَ تَحْسَبَنَّ } قرئ بالخطاب والغيبة ، ويجوز ان يكون الخطاب لمحمّد ( ص ) وان يكون عامّاً وعلى قراءة الغيبة فالفاعل مستتر اى لا يحسبنّ حاسب او الفالع { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } والمفعول الاوّل محذوف اى لا يحسبنّهم الّذين كفروا { مُعْجِزِينَ } الله عن ادراكهم { فِي ٱلأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } وهذا كلام منقطعٌ عن سابقه لفظاً ومعنىً .