Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 46-46)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } موسى ( ع ) بنداء انّى انا الله او بالنّداء الّذى سمعه اصحابه السّبعون او نادينا امّتك وهم فى اصلاب الرّجال وارحام النّساء كما يأتى { وَلَـٰكِن } اخبرك ربّك بذلك { رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ } بذلك الخبر او ليكون دليلاً على رسالتك فتنذر بعد ثبوت رسالتك { قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } لوقوعهم فى زمان الفترة واندراس آثار الانبياء ( ع ) السّالفة { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } بمبدئهم ومعادهم وثوابهم وعقابهم عن النّبىّ ( ع ) لمّا بعث الله عزّ وجلّ موسى بن عمران واصطفاه نجيّاً وفلق له البحر ونجّى بنى اسرائيل واعطاه التّوراة والالواح رأى مكانه من ربّه عزّ وجلّ فقال : ربّ لقد اكرمتنى بكرامةٍ لم تكرم بها احداً من قبلى فقال الله جلّ جلاله : يا موسى اما علمت انّ محمّداً ( ص ) افضل عندى من جميع ملائكتى وجميع خلقى ، قال موسى ( ع ) : يا ربّ فان كان محمّد ( ص ) اكرم عندك من جميع خلقك فهل فى آل الانبياء اكرم من آلى ؟ - قال الله جلّ جلاله : يا موسى ( ع ) اما علمت انّ فضل آل محمّد ( ص ) على جميع آل النّبيّين كفضل محمّد ( ص ) على جميع المرسلين ، فقال موسى ( ع ) : يا ربّ فان كان آل محمّدٍ ( ص ) كذلك فهل فى امم الانبياء افضل عندك من امّتى ؟ ظلّلت عليهم الغمام ، وانزلت عليهم المنّ والسّلوى ، وفلقت لهم البحر ؟ فقال الله جلّ جلاله : يا موسى اما علمت انّ فضل امّة محمّدٍ ( ص ) على جميع الامم كفضله على جميع خلقى قال موسى ( ع ) : يا ربّ ليتنى كت اراهم فأوحى الله عزّ وجلّ اليه : يا موسى لن تراهم وليس اوان ظهورهم ولكن سوف تراهم فى الجنان جنّات عدنٍ والفردوس بحضرة محمّدٍ ( ص ) فى نعيمها يتقلّبون وفى خيراتها تبجّحون ، افتحبّ ان اسمعك كلامهم ؟ - قال : نعم الهى ، قال الله جلّ جلاله : قم بين يدىّ واشدد مئزرك قيام العبد الذّليل بين يدى الملك الجليل ؛ ففعل ذلك موسى ( ع ) فنادى ربّنا عزّ وجلّ : يا امّة محمّدٍ ( ص ) ؟ - فأجابوا كلّهم وهم فى اصلاب آبائهم وارحام امّهاتهم : لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك انّ الحمد والنّعمة والملك لك ، لا شريك لك ، قال : فجعل الله عزّ وجلّ تلك الاجابة شعار الحاجّ ، ثمّ نادى ربّنا عزّ وجلّ : يا امّة محمّدٍ ( ص ) انّ قضائى عليكم انّ رحمتى سبقت غضبى ، وعفوى قبل عقابى ، فقد استجبت لكم قبل ان تدعونى ، واعطيتكم من قبل ان تسألونى ، من لقينى بشهادة ان لا اله الاّ الله وحده لا شريك له وانّ محمّداً ( ص ) عبده ورسوله صادق فى اقواله محقّ فى افعاله ، وانّ علىّ بن ابى طالب ( ع ) اخوه ووصيّه من بعده ووليّه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمّدٍ ( ص ) وانّ اولياءه المصطفين الطّاهرين المطهّرين المثابين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما اولياؤه ادخله جنّتى وان كانت ذنوبه مثل زبد البحر ، قال : فلمّا بعث الله محمّداً ( ص ) قال : يا محمّد وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا امّتك بهذه الكرامة ثمّ قال عزّ وجلّ لمحمّدٍ ( ص ) : قل : الحمد لله ربّ العالمين على ما اختصّنى به من هذه الفضيلة ، وقال لامّته : قولوا الحمد لله ربّ العالمين على ما اختصّنا به من هذه الفضائل .