Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 28-33)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } ارسلنا { لُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } بتعرّضكم للمارّة لاجل الفاحشة فيمتنعون عن السّفر على بلادكم او تقطعون سبيل الولد او تقطعون السّبيل بنهب اموال المارّة ، وقيل : كانوا يرمون ابن السّبيل بالخزف فايّهم اصابه كان اولى به ويأخذون ماله وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم وكان لهم قاضٍ يقضى بذلك { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } عن الرّضا ( ع ) : كانوا يتضارطون فى مجالسهم من غير حشمةٍ ولا حياءٍ ، وقيل : المراد به جملة القبائح فانّه كان مجالسهم تشتمل على انواع القبائح مثل الشّتم والصّفع والقمار وضرب المخراق وحذف الاحجار على من مرّ بهم وضرب المزامير وكشف العورات واللّواط ، وقيل : انّهم كانوا يأتون الرّجال فى مجالسهم { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ } تهكّماً به { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ } بالولد بعد اليأس منه { قَالُوۤاْ } لابراهيم ( ع ) بعد التّفصيل الّذى وقع بينهم كما سبق { إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } قرية لوط { إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً } بعدما جادلهم فى عدم اهلاكهم وبعدما قال لهم ان كان فيها واحد من المؤمنين اهلكتموهم ؟ - وقالوا له : لا ، قال : انّ فيها لوطاً { قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ } زاد ان ههنا لتأكيد لصوق الجزاء بالشّرط بخلاف حكاية الرّسل مع ابراهيم ( ع ) فانّ التّأكيد لم يكن هناك مطلوباً ولم يكن اخبارهم باهلاك قوم لوطٍ الاّ بعد مدّةٍ من ورودهم عليه { رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ } ورد عليه المساءة بسبب مجيئهم لما كان يعلم من حال قومه وتفضيحهم للمارّة { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } كناية عن ضيق الخلق وعدم الطّاقة فانّ طويل اليد يسع من الاعمال ما لا يسعه قصيرها { وَقَالُواْ } بعدما رأوا مساءته { لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ } ممّا تخاف وتحزن عليه { إِنَّا مُنَجُّوكَ } من هذه القرية او من العذاب الّذى جئنا له { وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } الاتيان بالماضى لتحقّق وقوعه .